اليوم العالمي لمحو الأُمية العربي…!
محمــد عبــد المعــز
…………….
لأن احتِفالاتِ العربِ كثيرة، والحمد لله، الذي لا يُحمَدُ على مكروهٍ سِواه، فإنهم يحتفلون في الثامن من يناير.. باليوم العالمي لمحو الأمية العربي…!
وبهذه الْـمُناسبة، اسمحوا لي، حضراتكم، بثلاثة أسئلة فقط: أي محو؟ وأي أمية؟ وأي عرب؟!
أي محو، وسط الجهل والفقر والمرض، والقدرة على محو كل جميل، وإبراز القُبح، بشتى أنواعه؟!
وأي أمية، والإحصاءات تقول إن لدينا 74 مليون عربي أُميون، حتى الساعة، وربما يستمر ذلك حتى قيام الساعة؟!
وأي عرب، وقد تفرَّقوا شِيَعاً، وكل حِزْبٍ بما لديهم فَرِحون، رغم أن ما يجمعهم، من لغة ودين، وعادات وتقاليد، وأصول، أكثر مما يُفرِّقهم، إن جازت المقارنة؟!
أما الأُمية، فقد بلغت واحِداً وعشرين في المائة، وهذه النسبة تكشف الفجوة بين معدلات الأمية في الوطن العربي والعالم، ولا سبيل لردمها أو حتى بعضها، لظروف اقتصادية، وأخرى سياسية، وثالثة اجتماعية، ورابعة وخامسة و….. و…..!
ورغم أن الاختلافاتِ نسبية، فإن واقِع الأمية يختلف من دولة عربية إلى أخرى، فبينما نجحت بعضُ هذه الدول، في دحر الأمية، أو التقليص منها، شهدت دولٌ أخرى تضخُّماً لافِتاً، للأسفِ الشديد…!
الخلاصُ من الأُمية، لن يأتي إلا بالإخلاص، في السعي إلى ذلك، ووضع خطط قصيرة وطويلة المدى، بأهدافٍ وأرقام، ورؤى مستقبلية، ورؤية للإنسانِ العربي، لأن الأُمية تحد من طموحاته، بل تئدُها في مهدِها، وتعزله عن العالَم، بمَنْ وما فيه…!
بالتعليم، يصلحُ الفردُ والمجتمع، والدولةُ والأمة، والعالم، ومن دونه، يضربُ بعضُنا رِقابَ بعض، بفتاوى ضالةٍ أحياناً، ومُضللةٍ أُخرى، ويكرهُ بعضُنا بعضاً، بعُنصرية، أو جنسية، أو عِرقية، أو هوية…!
أما محو أُميةِ الكِبار، فقِصةٌ أُخرى، اسمحوا لي بتناولِها مع حضراتكم، في مقالٍ آخر، إن كان لي عُمر ونشر، إن شاء الله.
…………….
التعليقات مغلقة.