امرأة تقود سيارة
بقلم شيماء شافعى
امرأة ثلاثينية تقود سيارة قديمة تاريخية
،بسرعة استثنائية ،سرعة 20كم فى الساعة،
معها طفلين صراخهما لا يتوقف،
يغطى على أصوات الكلاكسات الغاضبة وسيل الشتائم المتدفق من أفواه قائدى السيارات فى الخلف،
الشارع امامها فارغ ،وهى حديثة عهد بالقيادة،
تقود فى منتصف الطريق لخوفها الشديد من أن تميل السيارة وتصطدم بالرصيف ،
فهذا الدركسيون اللعين يخونها، تحكم قبضة كلتا يديها لتمسك بتلابيب هذا الوغد،
ورغم ذلك السيارة تعوم منها يمينا ويسارا
،وهى تحدق بعينيها فى الطريق كالمذهولة
،تردد ماتحفظ من أدعية متجاهلة صراخ القرود ،اقصد الصغار من خلفها،
تنسى أن تعطى إشارة لأنها ستأخذ الملف اليمين ،وتقف مرة واحدة ،فتسمع صرير فرامل السيارات من خلفها وسيفونية من الكلاكسات والشتائم المتداخلة،
ولكن لحسن الحظ صراخ الصغار وشجارهم يغطى على كل هذا،
تفصل السيارة منها عشرات المرات ،وهى لا تدرى ما السبب
،تقول لنفسها لابد أن هذه السيارة بها عطل ما،رغم أن زوجها يقودها كثيرا ولا تفصل منه،يبدو أن هذه السيارة تعاندى!
وتأخذ وقت طويل لإعادة تشغيلها ،وينتظر طابور من السيارات خلفها يكاد الدم ينفجر فى عروقهم من الغيظ،
وهى تنظر أمامها ببراءة عارمة ،لتعود الى المنزل ،سعيدة تتنفس الصعداء بأنها عادت سليمة دون حوادث،
لتتصل بصديقاتها لتخبرهن ،كن كانت رائعة فى القيادة ،وكم تحسنت ،وكم كان الأمر سهل وممتع على غير ماكانت تتتوقعه
،وتنام بضمير مستريح واعصاب هادئة بعدما دمرت اعصاب العشرات دون أن تقصد .
التعليقات مغلقة.