امْرَأَةٌ مِنْ ذَهَب …
توفيق الحمزاوي
امْرَأَةٌ مِنْ ذَهَب
البحر الكامل
لَمَّا رآكِ الْوَرْدُ عَشَّشَ في البُكَا
فسَأَلْتُ عن سَبَبِ الْبكاء فَلَمْ يُجِبْ
وَاصَلْتُ أَسْأَلُهُ وَأَسْأَلُه إلَى
أَن بَاحَ أنَّك أَنْتِ مِنْ كَانَ السَّبَبْ
قَدْ كان أَجْمَلَ كَائِن في أرضنا
حَتَّى اسألي عَنه الْقَصَائِد وَالْكُتُبْ
لكن أَمِيرَةُ بالجمال تَفَرَّدَتْ
والبدر يشهد أنك امرأة ذَهَبْ
5 كم قال لي أنظر إلى حركاتِها
كم قلا لي لولاكِ ما عَرَفَ الْعَجَبْ
كَمْ قَالَ لِي يازهرتي كَمْ قَالَ لِي
فَازَتْ عَلَى كُلِّ الأَجَانِبِ وَالْعَرَبْ
هَا قَد تَفَوَّقَتِ الأَمِيرَةُ دُون جُهَدٍ
أَو سِبَاقٍ أَوْ عَنَاء أَوْ تَعَبْ
فالْموج يَحلُو حِين يَلمس ساقها
ماحال شَهْدُ الغاب لَمَّا يَقْتَرِب
والريح تهدأ والعواصف تنتهي
لما تغني والمشاعر تلتهب
10 وَالنَّخْلُ مَالَ مُقَدَّرًا لِحَيَائِهَا
والرِّيمُ بَيْن النَّخْلِ أبْهِرَهَا الْهَدَبْ
الْبَحْر يقفز حِينَ يَسْمَعُ همسهَا
وَالرَّمْلُ يُصْبِح حِينَ تَلْمسَهُ ذَهَبْ
يابدر هل لي حصة من حُبِهَا
أم أنني وهم يسافر كالسحب
يا شمس قولي هل أفوز بحبها
أم أنني سأعيش وحدي دون حُبْ
ياليل أقنعها بأن تأتي إلى
قلبي إلى صدري المدجج باللهب
فمتى أَمِيرَةُ نملأ الدنيا هوى
ومتى حِذَاؤُكِ من حذائي يَقْتَرِبْ
توفيق الحمزاوي
تونس
التعليقات مغلقة.