انتظار …بقلم دلال أديب
وعلى الرصيف انتظرت،وقفت طويلا بقلب تائه وسط الزحام،عيونها حائرة تترقب قدوم الحافلة التي تقل الجنود العائدين من الحرب..
كان الجو بارداً ..إنه يوم من أيام الشتاء البارد لكنها وعدته يوم رحيله أن تلقاه عند عودته
وحتى لو تحول ندى الصباح الى تلج ستذهب لتلقاه..
تزينت وارتدت أجمل ماعندها وتعطرت بعطرها المفضل لديه وذهبت الى المحطه..
وقفت بين جموع الناس الذين أتوا لملاقاة غيابهم.
وصلت الحافلة وبدأ الجنود بالنزول وهي تراقب كانت أنفاسها تتسارع ونبضات قلبها مسموعة للقاصي والداني ركضت باتجاه الحافله تسأل عنه ..تمسك هذا من يده وتستجدي ذلك بأن يجيبها وبقيت هكذا لاأحد تجرأ أن يجيبها حتى انتهى الجنود من النزول ..فأدركت أن ماكانت تخافه قد حدث وحبيبها الذي عاشت وقاومت ظروفها لأجله لم يأت لقد أختار جوار ربه..
وهي من ستجاور بعد رحيله؟؟
ذهب الجميع وبقيت وحيدة لاتقوى على السير فجلست على مقعد كان قد أوصاها ان تنتظره عليه عندما يعود وأخذت تكلمه وبصوتها الحزين نبرة عتب ممزوجة بدموع تنسكب بلاتوقف:
كم ناديتك لمَ لمْ تُجِبْ لندائي وتأتي؟؟
أين رحلت يامن كنت مختلفاً بوجودك في حياتي؛لم تكن لي صديق،ولم تكن حبيب،ألم تكن تدري أنك كنت حياة لحياتي…
وهاأنت قد رحلت فما حياتي بعدك…
آه كم هو متعب هذا القلب،انه كطائر تحت هذا المطر يرتجف من هول ماأصابه فلايستطيع الطيران كما كان ولا الهبوط سيوقف المطر..
قلبي تائه في غابة موحشه لايعرف لطريقه نهايه تتقاذفه أصوات غريبه ومرعبه فلاالتوقف ينفعه ولا المسير يوصله لما يريد…واستمرت هكذا ثم توقفت عن مناجاته فجففت دموعها وأخذت نفساً عميقاً ثم قالت: لاعليك مني سأكمل رسالتك التي بدأتها وسأبقى على وعدك ماحييت..
انني متمسكة بالله وثقتي كبيرة بأنه سيمنحني صبراً لاحدود له ويقيني عظيم ..اطمئن سأكون بخير فروحك ترفرف حولي تحرسني ودعائي لك كل يوم سيشعرني بالطمأنينه والسلام….
التعليقات مغلقة.