انجلترا واستراتيجية الإستعمار والسيطرة والتفكيك .
انجلترا واستراتيجية الإستعمار والسيطرة والتفكيك .
بقلم / د. احمد دبيان
عبقرية إنجلترا كقوة استعمارية انها تلاعبت بالجميع.
أعطت اليهود وعد السيد بلفور ، ورسخت وشجعت القومية الصهيونية ، وفى الوقت ذاته أعطت وعد الخواجة لورانس او أورانس الممثل لمكتب المخابرات البريطانية والمندوب السامى فى القاهرة للهاشميين وللشريف حسين وابنه فيصل ، وشجعت القومية العربية واستغلتها بتشجيع قيام الثورة العربية الكبرى وورثت بيها الرجل المريض ( او نظام الخلافة المحتضر منذ قرنين قبلها ).
فى الوقت ذاته وكنقطة تنافسية تبادلية محتملة بعثت بوعد الحاج جون فيلبى أو عبد الله فيلبى الممثل لمكتب مخابرات الهند ومندوبها السامى وكان الأقوى للاسرة السعودية المنفية فى الكويت للتحرك وكبح المنافس الاكبر الموالى للخليفة العثمانى وقتها الشيخ ابن الرشيد حاكم الرياض.
بعد هذا شجعت ورسخت للدولة الدينية والقومية الاسلامية عن طريق عميلها محمد على جناح ، فكان انقسام شبه القارة الهندية والمبرر الاكبر لقيام دول بحجه عقائدية قومية فتقوم دولة عقائدية اشتراطها الخلفية العرقية الدينية فى فلسطين عام ١٩٤٨ بإغتصاب سافر وتفريغ ديموغرافى بمذابح جراحية فى دير ياسين وغيرها .
وحين نجحت القومية العربية كاستراتيجية تحرير باعادة صياغتها ايديولوجياً على يد ساطع الحصرى ونديم البيطار ، وحركياً على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، فكان الكابح لها الترسيخ للإقليمية واستحضار القومية الدينية لإجهاض القومية العربية بعد ان خرجت من تحت عباءتها وسيطرتها .
الاستعمار لم يوقف مشاريعه ولا استغلال الدين فى بقعة يتعاورها الاستغلال والفقر والكهنوت .
فكان انشاء جماعة الاخوان بتمويل من مكتب المخابرات البريطانية بالاسماعيلية عام ١٩٢٨ لكبح التيار المدنى الوليد بعد قيام ثورة ١٩١٩وكان تنشيط محاولات الاخوان الانقلابية عام ١٩٥٤ لاجهاض الانتصار المصرى باجبار بريطانيا على توقيع معاهدة الجلاء ثم ميراث الولايات المتحدة للدور واستقبال ايزنهاور فى الخمسينات لزوج ابنة حسن البنا الدكتور سعيد رمضان وتمويله لانشاء مراكز استخباراتية تلتحف بالجاذب الدينى فى اوروبا وميونيخ.
ثم جاء الاستحضار واعادة الاحياء للجماعة بعد ان تم حلحلة تنظيمها وتشتيت كوادرها التنظيمية بعد محاولة تنظيم ١٩٦٥ الانقلابية واغلاق تمويلها المتمثل فى بنك ميت غمر اولى ارهاصات البنوك ذات اللافتة الاسلامية .فكلن اعادة احياء الجماعة واستقبال كوادرها بصفقة منظمة من السيد كمال ادهم بعد ١٥ مايو ١٩٧١.
يعد استنساخ داعش والتى تماثل استحضارا توراتيا لسفر يوشع بن نون وعمليات الابادة الجماعية المذكورة فى كتاب اليهود المقدس ، واحدة من سلسلات استخدام الاستعمار للعبة الدين للقيام بجراحاته الجغرافية فى منطقة لم تتطور بالقدر الكافى كى تخرج من أطوار الطفولة والمراهقة السياسية او الدينية ،ولا زالت تتعاورها المطامع والمطامح والانواء.
التعليقات مغلقة.