موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

انزلاقتان بقلم ابراهيم مصري النهر

128

انزلاقتان بقلم ابراهيم مصري النهر


اليوم وبينما أتسوق بعض متطلبات البيت من السويقة، انزلقت قدميّ في بركة مياه من أثر المطر واتسخت ملابسي؛ وما لفت ذلك انتباه المارة، وما تقدم أحد ليأخذ بيدي، فقط نظرات بلهاء، باردة، لا تسمن ولا تغني من جوع، إلا صاحب محل فاكهة وخضار؛ جاءني مهرولا، أخذ بيدي مرددا: ألف سلامة ولا يهمك يا أستاذ، الحمد لله سليمة.
انتصبت واقفا في قمة الخجل والكسوف، نفضت ما علق بملابسي من طين.. أدخلني متجره وخلع معطفه وفتحه لأدخل يديّ في كمَّيه ملِحَّا عليَّ: “البس البس والله لتلبس”..
لبسته بعد إلحاح منه وشكرته وانصرفت.

…… …… …..

في طريق العودة إلى البيت تذكرت ما حدث منذ ما يربو عن ثلاثين عاما ……
بعد أسبوع من الغياب خلف السحاب والأمطار الغزيرة، أطلّت علينا الشمس بأشعتها الدافئة لتلعق برك المياه التي امتلأ بها فناء المدرسة.
خرجنا في ذاك اليوم من الفصل لنتشمس ….
وبينما ألعب وأمرح مع زملائي انزلقت قدميّ في بركة مياه واتسخت ملابسي؛ قام زملائي بمساعدتي على الوقوف وتنظيف ملابسي، وخلع حسن معطفه وألبسه لي، لم يكن حسن متفوقا دراسيا بقدر تفوقه في الجانب الإنساني.

….. …… …….

في اليوم التالي وضعت المعطف في كيس من البلاستيك بعد أن غسلته وعطرته وذهبت إلى ذاك التاجر وقلبي يفيض بالحب ولساني يلهج بالدعاء والثناء لهذا الرجل الشهم، وأتمنى أن تأتي اللحظة التي أرد له فيها بعضا من هذا الجميل.

ما أن اقتربت من المحل وظهرت عمامته من بين أهرامات الفاكهة وسباط الموز المعلقة، وألقيت عليه السلام إلا قام واقفا ورادا للسلام، وانحنى ليسحب كرسيا لأجلس عليه، جلست وشكرته وأعطيته المعطف وقبل أن نتعرف دق هاتفه الجوال؛ استأذنني في الرد، لاحظت على وجهه أثناء رده علامات الارتباك والقلق والتوتر، وسمعته يقول: ”حاضر أنا جاي بسرعة“
والتفت إليّ قائلا باستعجال: ”معلش يا أستاذ استأذنك أمي تعبانه ألحق أنقلها إلى المستشفى“
قلت في نفسي جاءت الفرصة لرد بعض الجميل، خرجت قبله مسرعا، فتحت باب سيارتي، مناديا: اركب اركب.
ركب بجانبي وفي الطريق أخبرته أني طبيب.
هناك،، قمت بقياس ضغط الدم وجدته عاليا جدا مع صعوبة في التنفس؛ ”حالة ارتشاح رئوي، حالة خطرة“
قمت بعمل بعض الإسعافات الأولية، وحملناها إلى المستشفى حيث قسم الطوارئ واستقبال الحالات الحرجة، تم استكمال اسعاف الحالة وتعافت بفضل الله تعالى.
في طريق العودة بها إلى بيتها أكملنا التعارف؛ إذ به حسن صاحب معطف الابتدائي!

التعليقات مغلقة.