موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

انعكاسات الواقع الاجتماعي على هويتنا الثقافية والحضارية: بقلم حاتم السيدمصيلحي

326

انعكاسات الواقع الاجتماعي على هويتنا الثقافية والحضارية

بقلم حاتم السيد مصيلحي

ظلت مصر لحقب عديدة مطمعا استعماريا وحضاريا لما تتمتع به من موقع استراتيجي، وموارد اقتصادية وطبيعية حباها الله بها، فهي وبحق نافذة على حضارات العالم القديم وقاراته، فحاول المستعمرون أن يطبعوا مصر والمصريين بطباعهم، فيغرسوا غرسا غير غرسهم، وينبتوا زرعا في غير أرضه فلم ينجحوا وإن ترآى لهم عكس ذلك، فطبعتهم مصر بطباعها، وأذابتهم ودمجتهم في محيط حضارتها المجيدة لتكون مجرد فصلا من فصولها، فرحلوا عنها دونما أثر تطبيعي أو أيدلوجي مؤثر، وهذا ناتج على عمق الثقافة المصرية وأصلها الثابت الذي لم تزعزعه رياح المستعمر مهما بلغت قوتها، مقارنة بكثير من البلاد الذي استطاع المستعمر أن يطمس هويتها، ويشكل ثقافتها بما يوافق هواه ويخدم مصالحه وأغراضه.

ومن المؤسف المحير أن المصريين قد تغيرت أحوالهم، وتبدلت أطوارهم، وتمكنت القوى الاستعمارية الحديثة والمعاصرة ممالم تتمكن سابقتها من تغيير واقع الثقافة المصرية، ومحاولة طمس هويتها الحضارية والتاريخية والقومية بطرق ملتوية ظاهرها الرحمة – مواكبة لسرعة التطور الأيدلوجي والمعلوماتي – وباطنها الخبث والدهاء في إتمام مشروعها الحضاري التنموي في تطبيع الشعوب وغرز الأفكار المسمومة في أقداح العسل فيتجرعونها غير ناظرين أناه، فمنذ أن تم تدشين مايسمى بعصر العولمة – الاسم الحركي الجديد للهيمنة الاستعمارية – وازدادات سرعة الأداء الاستعماري وتعددت نوافذه، وخرجت علينا عدة مسميات فكرية وسياسية مدروسة وألقوا بها في غيابت العقل العربي لإلهائهم وشغلهم، فنشأ مايسمى بصراع الحضارات، أوصدام الحضارات، ثم بدلوا هذه الأفكار الزاعقة بحوار الحضارات.

فتبدلت الأطوار المجتمعية، واختل الهرم الطبقي، فقاعدة الهرم باتت قمته، وقمته صارت قاعدته .

والمتجول في شوارع العواصم العربية يجد مايندى له الجبين، فلا يدري أهو في بلد عربي أم أجنبي لما تحمله واجهات المحلات التجارية من أسماء أجنبية أو مكتوبة بحروف لاتينية رغم أن أصحابها عرب ،ولا يجدون غضاضة في ذلك تمشيا مع مايسمونه ب ( موضة العصر ) مقارنة بالماضي القريب فكان الأجانب يكتبون أسماءهم باللغة العربية ك صيدناوي- وهانو – وشيكوريل ….وغيرهم .
كما أن الأزياء التي يرتديها سكان تلك البلاد لا تنم عن ثقافة معينة بل هو ضرب من مسخ غير ظاهر الدلالة، أو واضح المعالم بما تحمله من جمل أجنبية أو رسومات.
وقد أبرز ذلك صديقي الحبيب الباحث أشرف خيري، في تقرير مصور معبر في إطار فاعليات الورش الثقافية لهيئة قصور الثقافة، واستطاع أن ينشئ حوارا مباشرا مع أصحاب المحال التجارية والشباب وأخذ آراء المختصين والمهتمين بهذا المجال ؛ لإيمانه العميق بالأثر التي يحدثه الإعلام المرئي في حياتنا الثقافية.

في الوقت نفسه قادتني الظروف لحوار دار بيني وبين أحد الصيادلة الذي رأى إحدى السيدات المارين به وقد ارتدت ثوبا مزينا بحروف عربية مبعثرة مكتوبة بالخط الطغرائي، فلامها لوما شديدا، وقد التبس عليه الأمر وظن أن تلك الحروف تحمل في مضمونها آية قرآنية، وأنها قد تدخل مكانا به نجاسات أو ماشابه، وهذا حرام حرام ، فقلت له هل استطعت أن تكون من تلك الحروف آية أو بعض آية؟ ! فقال لي، لا ولكنها قد توحي بذلك، فقلت له أترك الإيحاء جانبا، فليست للحروف قداسة خارج إطار النص القرآني، وحاول أن يجادلني في ذلك ولكن أبيت عليه الجدال دون حجة.

فهل يليق بالمصريين بعد أن صدروا للعالم حضارتهم، أن يتحولوا إلى مسخ حضاري مستنسخ؟ !
ولا يسعني في النهاية إلا أن أتساءل ،ماذا حدث للمصريين ؟!

التعليقات مغلقة.