اُمنياتُ موتٍ قيدُ الإنتظار
بقلم حمزة الحسناوي
جلس على أريكتهِ الشتوية
وقد أمسكَت أناملهُ بالقلم
بعدما أراح رأسه على يده التي تحمل السيگار
فراح يسطر في قرطاسه الأصفر
حروفاً بدت جدُ واضحة
إنه يريد أن يكتب لنفسه سيناريو موته ،
فمن الإثارة أن تتخيل كيف تموت
خلافاً للبشر
(هكذا كان يُحاكي نفسه)
مستهلاً كلماته بمعانٍ رصينه
وهو يرنو حيثُ الموت المشرف ،
فكتب إنه سيموت في عمر ٧٥ بعدما أدى كل ماعليه فروض وعبادة
فعلاً إنه سيموت وقد زوج كل أولاده و أسكنهم في بيوتهم الخاصة
بعدما أمّن مستقبلهم ،
إنه سيموت وآخر أعماله ركعتي صلاة
إنه سيموت وحوله اولاده الخمس وذراريهم الكثر ،
إنه سيموت بعدما سدد كل ماعليه من ديونه ،
وفي آخر الورقة
كتب إسمه ووقع
ثم كتب إنني (وخلاف كل الناس) سأدون عن حتفي المؤجل الى عمر ٧٥ ،
طوى الورقة وأظرفها بإحكام ،
ووضعها في درجه الخشبي ،
ثم لم تمضِ سوى أيام أربع على كتابة هذا الخيال
حتى توفي برصاص مجهول عن عمر لم يتعدَ ال٣٣
بعدما لم يُفلح بتحقيق شئ من اُمنيات موته فضلاً عن أهداف حياته ..!!
وبعدما اقبروه في ملحودته الصامته ،
مر على قبره شخص ما وكتب على لوحة قبره
كم تمنى هذا الإنسان أن يشبك يده مع زوجته قبل أن يغادر
ثم كتب
حتى هذه لم تتحقق ..!!
التعليقات مغلقة.