بائع ومتسول بقلم / عادل أحمد البدوي
بائع ومتسول بقلم / عادل أحمد البدوي
يوم يأكل وجبة ويوم يأكل وجبتين ، وهو يقف على قدميه داخل كشكه الصغير أمام أحد المستشفيات . يفكر كيف تذهب ابنته التي تدرس الطب إلى كليتها مكرمة وكريمة . يتألم وتظل المستشفى التي على بعد أمتار منه من أبعد الأماكن بالنسبة له . اليوم ، يذهب هو وزوجته وابنه الطالب في المرحلة الثانوية إلى الجامعة ليحتفل بتخرج ابنته وبعد ذلك يشتري بعض الأجهزة الكهربائية اللازمة لزواج الطبيبة .
إنه في حيرة من أمره ، فهو لم يغلق كشكه الذي يعتبره ابنه الثالث وعلى مدى سنوات إلا أثناء نومه فقط . نظر حوله بعد أن قرر أن لا يغلق هذا الباب الذي كان له كل الفضل في تعليم ابنته حتى صارت طبيبة .
لم يجد إلا متسول الحي الذي يكرمه كل يوم بزجاجة مياه معدنية وعلبة عصير بدون مقابل . عرض عليه أن يقف في الكشك عدة ساعات مقابل أن يمنحه نسبة من المبيعات . حدد المتسول الذي يجيد القراءة والكتابة النسبة بنفسه وهي تعادل عشرة في المائة من المبيعات .
كتب أبو الطبيبة قائمة بالأسعار وأنطلق يكبر ويشكر ربه وقد غاب الألم عن جسده .
بعد ساعة واحدة أغلق المتسول الكشك وأحكم غلقه وعاد يمد يده للصغير والكبير في شوارع الحي .
التعليقات مغلقة.