موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

باب موصد …محمد مندور

337

باب موصد …محمد مندور

عشرات السنين أقابله بين الإشراق القريب والليل الراحل، يرفع سلامه وأحييه بحب، اختفت أقدامنا فجأة ولم نتشارك وأصبح نداء الديكة غوثا لانقشاع الغمة، أبكي لعجزي الذي لم يعجز يوما أمام برودة جو، أو نوم متأخر أحيانا، خرجت من تحت الغطاء أطالع لذة الوجود واللجوء بعد انقطاع لشهور، أبحث عن هذا الباسم الذي حذرني مرات من أن أسير وحدي لألحق الجماعة في مسجد آخر، أدعي بأن التجديد مطلوب حتى تشهد علي البيوت، والحقيقة أني كنت أواري؛ لم أحبَّ الإمام، كم ضغطت على قلبي لأقبله ولا أسيء ظنا؛ صوت غليظ وقراءة جاهرة بين الأذان والإقامة تشغل الساجدين، وابتداع كما فهمت من إعلان نية صلاته على الملأ.
أذاعوا بأن الأزمة انتهت، الأمور على مايرام، صحت كمن فاز بميدالية ونزعت تقاعسي وعشت قبيل الخروج في شوق؛ أني سأسجد على السجاد الأخضر الذي فرشته بنفسي مع الرواد، سأؤذن؛ نعم صوتي شجي، ولكني لم أكن أريد الدخول في صراعات مع من يؤذن، هو يحب أن يملك المايكروفون لكنه اليوم لن يمانع، سأقسم عليه، أريد أن يكون النداء الأول لي، من أعماقي أنا.
دموع تتسابق قبل أن أستنشق نور الفجر الجديد، تراودني الأفكار، من غسل لحمامات المصلى وإزالة العناكب، مسح للجدران، وكنس الفناء، سأفتح الراديو على إذاعة القرآن حتى لو عارضني أهل الحي لأسمع ويسمعون الابتهالات، إنه أول يوم، لابد أن أعيش هذه الفرحة التي فارقني؛ أيقظت الأولاد ليصلوا وأيقظت أبويّ فرغم كبرهما ما زالا يحافظان على الصلاة معا، تعطرت بمسك المدينة الذي اشتريته من جوار المسجد النبوي بعد أداء مناسك العمرة، استنشقت أريجا ذكرني بالحرم و تزاحمي لأشم عطر الحبيب الذي ظل وحيدا هذه الفترة الماضية، الروضة التي بكيت في حجرها عندما سمحوا لي بدخولها بعد مشقة، لن أرتدي إلا ثوب الحرمين هدية خالي لي من حجته الأخيرة.
_جاهز أيها القلب للتحرك، اكظم أنفاسك ولا تجهر بنحيبك إن قابلت القدم التي جاورتك تلك السنين، إن سلم عليك احضنه، قبّل يديه، واحمدا الله أنكما تقابلتما.
درجي يستدرجني لأشق السماء بقوة الإيمان الذي يراودني لأصيح، مشاعري بين الحزن والفرح تشل حركتي، أغلق البيت، أنتظره ليأتي، تأخر، لم يأت، تساورني مشاعر ومتناقضات، أسئلة وإجابات، أنفيها، هل هو حي أم مات مع من التهمهم الوباء؟ كلا إنه حي، إنه قادم، لن يخذلني الله، لا لن ينقطع أملي، الوقت يرحل كالبرق، القلق يمزق صدرا نجا من تمزيق الجائحة، الهواء البارد يحضن سحابة متفرقة يمر بينهما هلال يقترب في الأفق البعيد، الناس صرعى في بيوتهم ووحدي أطأطيء الرأس، أرسم خيال الماضي وفزعته ككابوس تَفلتُه ثلاثا ومسحت رأسي علّي أتجاوز عقبة الغياب، أُمنّي عينيّ لأشهد ملامحه الهادئة في الغد، شغلني قرع نعلي المتصاعد، وعلى باب موصد أذنت في نائمين ما يزال الخوف يداعبهم.

التعليقات مغلقة.