بالخبز يمكن أن يحيا الإنسان بقلم أحمد العزة
ينتابني احيانا رغبة عارمة في استباق البصر بالبصيرة والغوص عميقا في مكنونات اصدقائي البسطاء أجلس أستمع لصخبهم ومشاكلهم وهمومهم وتطلعاتهم لساعات عديدة احاول من خلالها فهم واقعنا من خلالهم لكن هذه المرة كانت القضية جديدة مختلفة وخطيرة في آن واحد
“قدرنا أن نكتب عن الحب لا أن نعيشه”
في هذه الكلمات لخص لي أحدهم إحدى أهم تجاربه الروحية وأعمقها حد وصفه لقد تعرف على صديقة تأخذ منه ملامح روحه ترسم الإبتسامة فوقها وتعيد مصب النهر الى البحر بكل رهافة وحنان لكنه رفض مغريات الروح قائلا ثم ماذا يا صديقي هل ساكون مسؤولا عنها وانا عاجز عن تحمل مسؤولية تحقيق متطلباتي الاساسية من مأكل وملبس وسقف يأويني هنا ألجم خيلي في الرد فقلت له يبدو اننا “تزهدنا ع البدري” حتى كأنك تتحدث فيما قاله السيد المسيح ص”
“ليس لي زوجة تموت ولا بيت يخرب وسادتي الحجر وفراشي المدر وسراجي القمر انا الذي كببت الدنيا على وجهها”
ضحكنا ومشينا غير آبهين في ليل رام الله الحزين التفت إلي فجأة وقال نحن نعيش في زمن أصبح فيه الدولار الموجه الرئيس لحكمتنا والراعي الرسمي لسلوكنا وحنكتنا حتى انه تمكن من إظهار او إخفاء محبتنا وكما صحنا قديما الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء ها نحن نصيح الان الحب للأغنياء والمحبة للفقراء الم تر حفلة البيج سام في روابي كيف كان الشباب يعيد من وراءه اغنيته الشهيرة “دراما” التي ترفض ان نتمسك بالحب وبالقيم الانسانية البسيطة وهو يشعل اللحن ولا يغني ترك مهمته لجمهوره ذكرني حينها بقول النواب “هذا الفساد الحضاري يلهمني” باستدعاء النقيض فاذا ما استدعينا النظم الحضارية الناجحة كالنظام الاسلامي القديم ستجد أن مقومات الفرد واحتياجاته الأساسية متوفرة واذا استدعينا النظام الغربي الرأسمالي الحالي فالامر كذلك ستجد الطبقية والوظائف الموفورة والفرص التي تضمن تطور الفرد وبالتالي تطور المجتمع.
قلت في نفسي:
يمكن ان تكون هذه الظاهرة طبيعية في كل المجتمعات ولكن تفاقم هذه الظاهرة ليس طبيعيا ولا يمكن السكوت عنه .
اذا ما تركنا هذه الافكار والقيم تتدحرج دون تدخل حقيقي واقعي وملموس ستصبح مثل كرة الثلج التي تتدحرج وسط غابة كثيفة بالنيران اولها نار الذاتية المفرطة ثانيها نار الفراغ الروحي لدى الشباب وكما قال المعري يوما ان الشباب والفراغ مفسدة عدا عن انعكاساتها على الكثير من القضايا المجتمعية والوطنية والمستقبلية في ظل هذه الازمات التي تعصف بقضيتنا ومدى هشاشة وخطورة الموقف ومن هنا اتساءل أين علماء النفس المجتمعي وأين نحن الآن والى أين سنصل في هذا الافق المنعدم المتشح بالضباب دون ثقب يمر منه النور أيمكن أن نصل الى الأقلمة وبالتالي التأقلم يمكن لم لا / نعم
عفوا أيها التلحمي الناصري الفلسطيني العنيد قد عاش الانسان بخبزه ومات بصبره والله المعين.
التعليقات مغلقة.