موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

بالفسخ .. تمّتْ قصة قصيرة بقلم مريم الراشدي

116

بالفسخ .. تمّتْ قصة قصيرة بقلم مريم الراشدي

لم أنتبه للفجوة في بادئ الأمر لأن له بالعادة أن يفعل حين يلمّ به بعض من إجهاد. توالت الأيام وسير الأمور المنزلية والعملية لا يعتريه أي تغيير. لكن مع نهاية الأسبوع الثاني، صرت أتساءل وبدأ قُطر السؤال يكبر وتتسع دائرته. همست لنفسي خجلةً :

هل هذا الوضع طبيعي ؟
ثم تساءلت في حيرة من الأمر،

هل صدر خطأٌ مني ربما كان هو السبب في بعض هذا البعد ؟! أو ربما هناك مشاكل في عمله وتبعاتها تتهاوى عندي في البيت ؟ لكنني متزنة سرعان ما أسررت لنفسي،

لن أعطي للموضوع أهمية قد لا يتستحقها. سيستقيم الأمر.
مسائله مع الأولاد صار يشوبها بعض علو الصوت في الحوار لكن ليس لدرجة اتساع دائرة النأي فيدخل الضنى معمعة لم تتضح معالمها بعد.
أخذتُ بالأسباب وصرت أدقق في بعض المقاطع الحياتية التي مضت في تلك الفترة والتي تسبقها بقليل فلم أجد لي في الحقيقة ما قد يَجمح به هذا الزوج للابتعاد !!
ها هي ذي الأيام تتوالى وعقارب الساعة تتثاقل. صارت فراشة الحميمية تتعدى عندي حدود البيت. أصبحت تراقفقني وأنا ذاهبة للعمل ثم تتقافز في ذهني وأنا أحدث زملائي وزميلاتي حول مواضيع عملية غاية في الأهمية حتى إنني صرت أرفع صوتي حدّة أحيانا. بين الفكرة والتفكير فيها، تأخذني دوامة المشاغل المعتادة ثانية. أما هو، فبالبيت يقوم بكل ما دأب عليه بكل انسيابية، حتى قهوتنا المسائية نرتشفها معا في مكاننا المعتاد ومع ابننا الأكبر مرات كثيرة. نستقبل ضيوفنا وابتسامته القلبية تعلو محياه وبشاشته المعتادة يسرُّ بها الجميع، كأنه لا به بُعدٌ ولا إخلال بواجب زوجيّ ذي أهمية، له و لي.
صوت عقرب الساعة الصغير بات يدق في رأسي ولا يهدأ، صار ملتصقا بي، أعد الأيام في حيرة شديدة مما يجري حولي. أحاول الاقتراب منه بين الفينة والأخرى لكنه يبدي الاعتراض نظرة ونبرة في تصرفاته. صار إحساسي بالنفور جراء ذلك يفوق قدرتي على الصبر وبات العد يأخذ وتيرة أعلى.

أعتقد أنه قد أتم الشهر الآن .. ولم يحم بي بريد من عينيه !! أيكون قد تعرف على أخرى ؟! فترات غيابي عن البيت تمكنه من ذلك وتزيد !! هل استطاع أن يعاند نفسه شهرا كاملا ؟! يا إلهي، هل من منفذ إلى الحوار معه ومعرفة ما به ؟ ربما ألمّ به مرض ولم يرد أن يبوح به. هل أبادر بطرح السؤال ؟ هل أبادره أنا ؟
لا شيء يشي بأن الأمر كذلك. الأمور كلها على نحو ما كانت تسير عليه من قبل هذا الاضطراب. يوما تلو يوم، صار أغلب الظن أنه زيغ هذا الذي هو فيه.

لا وألف لا ! أقسم إنني لن أكلمه في هذا الموضوع بالذات .. ولو لحاجة في نفس راعيل !! كرامتي !! إلا كرامتي !!

لا تبكي يا طيبة !! الوقت كفيل بالآتي.

أي آت هذا ؟! إن كانت النهاية فرقة، فلتكن !!
في كل ليلة ماجنة شوقا، تبقى المسافة بيننا، كل على الطرف الآخر من رقعة الود، لا تتعدي بضع عشرات من السنتيمترات لكنها أميال وأميال من النوى. تتسع فجوة البون هذه في كل لحظة هدر للنبض، في كل دقة قلب ذاق السهد، في كل لهيب وجد لقي فراغ الرد، في كل جنونِ لفظٍ فاق الرعد، في كل يد خير مُدت كان لها الصدّ.

وبعدُ يا طيبة ؟! هل ستكملين هكذا ؟! ستجنّين لا محالة !! – لا والله وأنا العزيزة علي !! سأبحث في كل دروب الفراق. الصمت بالصمت والبادي أظلم.
تبسمتُ وعطفت الدمعة على الثغر فأذاقته ملح القلب. صرت أبحث وأبحث وكلما بحثت، وجدت أن سبل الطلاق وسبل الخلع وسبل الهجر كلها علي أصعب من بعض وتلاطمت في ذهني المُكابِد وفي قلبي العليل كل الأمواج : كيف سيكون وقع الصدمة على الأولاد ونحن المتآلفون دائما ؟ وعلى حبيبتي السبعينية وحبيبي الثمانينيّ ؟ كيف بحقوقي ؟ ما تنازلاتي ؟ في كل مرة يحتدم الأمر في روحي، أرفع أكفي وأستغرق في الدعاء. أحيانا يداعبني شوقي ولؤم الأنثى فيّ وتزداد نوثات شرين عبد الوهاب في نفسي حين تقاطع عيناي عينيه : “أنا مش مبينالو أنا ناوياله على إيه، ساكتة ومستحلفاله ومش قايلة له ساكتة ليه” وتداعب البسمة شفتيّ رغم ألمي الذي يتفاقم يوما بعد يوم.
وحين غرة، في إحدى الليالي من أواخر الشهر الموالي، دعاه الشوق وضمني إليه. ما أبديت قبولا ولا رفضا، لكنني استغرقت في نوم ما حلّ معه فك وثاق.
لم يجرؤ على فتح الموضوع باليوم الموالي ولا الذي يليه رغم تكراره المحاولة على مدى أسبوع.

أتراه يستسمح ؟! ما تراه يحاول أن ينتزع ؟! أنا الآن في أواخر الأسبوع الرابع من الشهر الثالث. إنني أستنفذ الثلاثين سنة من زواجنا، إنها تُختَزل كالسراب في ثلاثة أشهر منذ أول يوم بعاد أتذكره.

أعتقد أنني تجاوزت الأشهر الثلاثة ببعض أيام ولكن “التوب الوافي .. ما يحافي.”
في الليلة الثانية من الشهر الرابع، حضنني وبث قبلة على كتفي وبعض الهمس على مقربة من سمعي. رفعت رأسي وتبثت عينيّ في عينيه لبرهة ثم بسكونٍ ما خبرته فيّ إلا بعد صبر عسير أردفت :

نعم يا عُمرا اختُزِل. لقد رمّلتني على فراشك شهرين متتاليين وزدت عشرا ونصفها ومثلهما مرة أخرى. لقد نأيتَ وما استفسرتُ .. فَرُحْ واستفسرْ، لقد أتممتُ الفسخ.

التعليقات مغلقة.