بحبها…سامح خير
تقدم لخطبتها بطريقة رومانسية بعد قصة حب عنيفة خلال فترة الجامعة و بعد التخرج بدأ عمله باحدى شركات البترول فى البحر الأحمر حيث كان يأخذ أسبوعين إجازة كل شهرين فأستغلا تلك الفترة فى تجهيز عش الزوجية الذى سيحتضن حبهما…كانت الفرحة بالزواج و البيت الجديد تغلب على كل الصعوبات المالية و غيرها حتى صار ما صار و نزل صديقنا فى الإجازة الأخيرة قبل الزفاف ليجد أن حبيبته محجوزة بالمستشفى المركزي نتيجة حادث سيارة عنيف توفى فيه شخصان اما خطيبته فحالتها خطيرة و وجهها ملفوف بلفائف من القطن و الشاش و لما سأل الطبيب عن الحالة، قيل له أن الجسم بدأ فى التعافي اما نسبة إستعادة البصر إليها فضعيفة جداً، فما أن سمع ذاك الخبر أصابته صدمة عصبية وأختفى و لم يظهر من بعدها… تمر الأيام والسنون، و بعد ٥ سنوات كانت تمر تلك الفتاة مع أبنها ذو السنة الواحدة بإحدى حدائق المدينة فتلمح خطيبها النذل الذى تركها فى عز إحتياجها له، جالساً على إحدى الأرائك متأملاً الأشجار و سحاب السماء… فترجلت نحوه و جلست قريباً منه و مع عدم إكتراثه بها، حزنت و ندمت أكثر حتى على تلك الذكريات… و فى لحظة قيامها بالذهاب وترك ذلك المكان… وجدت أحدى أصدقائه القدامى يمسك بيده و يقوده نحو بوابة الحديقة… فهرعت لذلك الصديق و سألته ماذا به و إذا كان قد أصابه شيئ، فأجابها بأنه منذ حوالى ٥ سنوات قد تبرع بعينيه لخطيبته التى كانت معرضة لفقد بصرها من جراء حادث… و فى خلال تلك السنوات الخمس سافر لإحدى الدول الأوروبية التى تعلم بها لغة برايل و يعمل كمترجم بإحدى الهيئات الإعلامية بتلك الدولة و هو الآن فى إجازته السنوية لزيارة عائلته…
قديماً سمعنا عن قصص حب بين قيس و ليلى ، و روميو و چوليت و الكثير من روائع قصص الحب و لكن هل تتوقع إن قيس او روميو كان ليتعامل مع أزمة محبوبته بتلك الطريقة؟ !!
التعليقات مغلقة.