بحر الأسرار
بقلم أحمد عبد الرازق أحمد
هناك فى جزيرة من الجزر وسط البحر ، كان يعيش صياد و ولده الوحيد ولهم قارب صغير ، كان الأب كل يوم يركب البحر ، يرمى شباكه باحثآ عن رزقه ، أما ولده كان يشغله شيئا أخر .. كان يريد أن يشيد قصرآ عاليآ ، كان كل يوم يجمع الأحجار من شاطئ البحر حتى يشيد ما يريد ، لكن عندما يكتمل بناءه كان يهدمه من أساسه ، لأنه لم يعكس ما بفكره و إحساسه ، أستمر على هذا الحال بضعة أيام ، كان والده يراقبه من بعيد .. قال يا بني . إن الأحجار لن تبلغك ما تريد ، لكن بالأفكار يكون التشييد ، غص فى بحر الأسرار ، إتي لنا بالأفكار … أخذ الولد بنصيحة أباه ، بعد تفكير عميق غاص فى البحر ، أتى ببعض الأفكار لكن لم تحقق أمانيه ، قعد يأسآ ، الخيبة تعلوه ، رآه أباه ، قال يابنى كلما كان الغوص أعمق كان الفكر أسبق ، غاص الإبن فى البحر مرة أخرى إلى أبعد الأعماق ، فوجد لآلئ من الفكر المستنير ، إكتنز منها ما إكتنز ، عاد إلى الجزيرة وقد إنتهت لديه الحيرة ، بنى قصره الذى أنار ، أصبح محط الأنظار ، يزخرفه الإنبهار ، عاش الولد سعيدآ ، فرح به أباه قال ، هكذا بنى بالغوص فى أعماق العقل ، و دراسة النقل تحصل على الفكر الذي يبلغك ما تريد، وتحقق التقدم والتشييد .
أحمد عبد الرازق أحمد .
التعليقات مغلقة.