برنامج الإصلاح الاقتصادي في ضوء الإصلاح المجتمعي …
حاتم السيد مصيلحي
اهتمت الدول والمؤسسات الحكومية والتنموية بالإصلاح الاقتصادي دون النظر إلى غيره إيمانا من القائمين على ذلك الإصلاح بأن فيه الشفاء الناجع لكل الأمراض الاجتماعية المتفشية والمعقدة ،وقد تناسوا أن ليس الإصلاح الاقتصادي وحده سبيل النجاة المجتمعية والشاهد أن كثيرا من البلاد المتقدمة اقتصاديا تنتشر فيها كثير من الأدران الاجتماعية، والنفسية التي تعانيها تلك الشعوب فازدادت معدلات الاكتئاب و الانتحار.
إن الإصلاح الإجتماعي والتربوي هي إحدى أولويات الإصلاح ،وهي البذور الأولى لعملية الإنبات الاقتصادي القوي، فكيف ينصلح اقتصاد دولة ما دون وجود قاعدة تعليمية وتربوية ودينية تؤسس لبناء اقتصادي قوي ، والأدهي والأمر أن رجال الأعمال والمستثمرين يجدون في ذلك استثمارا جيدا لأموالهم دون النظر للمردود الاجتماعي والتنموي، ولا أجد ضررا في أن تكون الفائدة مزدوجة، والمصلحة متبادلة. ففي مجال التعليم تكون التربية جنبا إلى جنب، وفي الصحة تكون مصلحة المريض مقدمة …
إن برامج الإصلاح الاقتصادي المتعددة والتي تتغير بتغير الحكومات تنبني في الأساس على المادة، ومعايير السوق الدولية، ومقاييس تداول الأسهم والسندات من خلال البورصات العالمية والمحلية، دون الوقوف على معدلات التنمية البشرية، ودون النظر للمردود الفعلي على حركة الإنتاج ، وما نمتلكه من موارد غير مستغلة أو استغلالها بطريقة غير سوية أوصحيحة اقتصاديا نتيجة للإدارة الخاطئة لمواردنا، والتي هي ناتج طبيعي عن التعليم الغير مواكب لمتطلبات العصر.
حاتم السيد مصيلحي
التعليقات مغلقة.