موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

برنامج قصة حياة للأديب حسين الجندي : إرادة

191

برنامج قصة حياة للأديب حسين الجندي : إرادة

إرادة قصة قصيرة بسن القلم للأديب حسين الجندي

تجهزت الدكتورة حنان تماما لإجراء عملية الورم المخي للطفلة التي دخلت إلى المستشفى في حالة حرجة…
ولكنها فوجئت بأن العملية تم إلغاؤها لعدم قدرة أهلها على الدفع…
صرخت فيهم :
كيف ذلك البنت على وشك الموت؟!
لم تجد ردا سوى:
-هذه هي التعليمات!!!

قبل أن تفيق من الصدمة وجدت طفلة أخرى تدخل العمليات ويطلبون منها إجراء العملية لها فورا!
أجرت العملية بنجاح باهر…
علمت بعدها أن تلك الطفلة بنت رجل أعمال كبير !

فور خروجها من حجرة العمليات سألت الدكتورة حنان عن الطفلة الأخرى أخبروها أنها تُوُفِّيَتْ ووضعوها في ثلاجة حفظ الموتى لحين الانتهاء من الإجراءات اللازمة للدفن!

أُسْقِطَ في يديها وتحجَّرت الدموع في عينيها..

خرجت من المستشفى متجهة إلى فندق إقامتها بعد أن قررت الرحيل!

استقلت سيارة تاكسي ويبدو على وجهها أقسى درجات الضجر والقهر والإحباط!

شعرت بندم كبير على عودتها إلى البلد التي شهدت براءة لهوها ومرح طفولتها قبل أن تنتقل إلى لندن للعيش هناك مع والدها..
عاشت قرابة الأربعين عاما في الغربة وكانت دوما تحنُّ لوطنها الأم..
درست الطب وتخصصت في جراحة الأورام وصارت من أفضل عشرة جراحيّ هذا التخصص الدقيق!

(لابد أن تفيدي وطنك بعلمك وعملك)
تلك وصية أبيها لها
لذا هي هنا الآن!

حاول سائق التاكسي أن يتجاذب معها أطراف الحديث…
تجاوبت معه فلم يكن سائقا عاديا بل يتمتع بثقافة عالية..

أخبرته عما حدث للطفلة التي تُوُفِّيَتْ اليوم..
شرد منها للحظات وكأنه ذهب بعقله لمكان ما..

قبل أن تنزل نظر إليها واستحلفها ألَّا تهاجر مرة أخرى!

دمعت عيناها ثم هزت كتفيها وقالت :
ربما أعود في ظروف أفضل..

رنَّ جرس هاتفه برقم زوجته…
امتقع وجهه وظهرت عليه أمارات القلق الشديد!
فهي لا تكلمه أثناء العمل إلا عند حدوث مصيبة!

رد السائق بصوت مرتعش!!!
استمرت المكالمة أقل من دقيقة…
وضع الهاتف جانبا وانخرط في بكاء حاد!!!
اختلط كلامه بنشيجه الحار

ابنتي
.
.
.
ماتت !!!

لقد دخلت في غيبوبة مفاجئة
وأدخلوها المستشفى لكنها رفضت إجراء العملية لعدم وجود المال اللازم…
حاولوا الاتصال بي ولكن هاتفي كان خارج التغطية!

هنا استوقفته دكتورة حنان:
ما طبيعة مرض ابنتك؟!
وما اسم المستشفى؟
أخبرها..

فغرت فاهها عن آخره واتسعت حدقتا عينيها
لقد كانت نفس الطفلة التي رفضت المستشفى إجراء العملية لها!!!

رنَّ هاتفها وكان على الطرف الآخر أحد زملائها يستحثها بقوة أن تعود إلى المستشفى فورا لأمر في غاية الخطورة!

أغلقت الهاتف وربَّتتْ على كتفه تواسيه وعرضت عليه المساعدة المادية فرفض رفضا شديدا…

لمعت في ذهنها فكرة فقالت له وهي تحاول أن تبدو متماسكة :
ولكن على الأقل تريد أن ترى ابنتك للمرة الأخيرة…
نظر إليها مشدوها:
كيف؟!
عاجلته:
هيا بنا فجثمان ابنتك في ثلاجة المستشفى التي كنت أعمل بها!

وقبل أن يتكلم بادرته:
نعم هي نفس الطفلة التي رفضت إدارة المستشفى إجراء العملية لها!!!

وصلا إلى المستشفى اللعينة وفي ذهن كل منهما ما يشغله…
هو يريد أن يرى ابنته للمرة الأخيرة…
وهي متلهفة لمعرفة سبب استدعائها بهذه الطريقة العاجلة!!!

دخلت حنان إلى حجرة المدير وبمجرد رؤيتها لوجهه أيقنت أن الأمر بالفعل في غاية الخطورة!!!
فالرجل يبدو وكأنه خارج لِتوِّه من مقبرة!!!
فلا يوجد في وجهه نقطة دماء !!!

بعد أن أخبرها بالأمر شهقت من هول المفاجأة وتركته مسرعة إلى حيث توجد ثلاجة حفظ الموتى…
حيث جثمان الطفلة المسكينة..

وجدته هناك ينظر بتعجب إلى وجه الطفلة!

أشارت الدكتورة حنان إليه بأن يتبعها!!!
سار خلفها وكأنه مسلوب الإرادة!

ذهبت به إلى غرفة العناية المركزة وقالت له وهي تشير إلى طفلة نائمة كالملائكة على سريرها:
أهذه ابنتك؟!
نظر إليها بعينين واهنتين :
نعم هي هي ابنتي حبيبتي!
ولكن كيف؟!
هي حيَّة؟!
أليس كذلك؟!
نظرت إليه حنان بسعادة :
نعم هي بصحة جيدة للغاية وأيام قلائل وتنوِّر حياتكم وبيتكم…
فرك عينيه غير مصدق :
ولكن!!!
قاطعته حنان :
إنها إرادة الله…
لقد أدخلوا ابنتك بالخطأ إلى حجرة العمليات بدلا من ابنة رجل الأعمال!!!


استمع للقصة الآن :

التعليقات مغلقة.