برنامج قصة حياة للأديب حسين الجندي : الستر
قصة قصيرة بسن القلم لحسين الجندي “الستر “
أثناء جلوسه في سيارته ليستريح قليلا من عناء العمل، وجده يعبر الشارع الواسع المكتظ بالسيارات..
رآه لا يأبه بها..
وكأنه لايراها..
عبر بنجاح..
هو رجل تجاوز الستينيات بقليل..
وصل إلى حيث يجلس،
بدون سابق معرفة أعطاه ورقه بها اسم دواء..
قرر أن يشتريه له بدون مقابل..
عاد إليه سريعا ومد يده إليه بالدواء..
ولكنه لم يتناوله!!!
انتظر برهة..
ولكنه لم يفعل!
يا حاج :
الدوااااء!
رآه يمد يده في الهواء بلا اهتداء!
أمسك بيده وأعطاه الدواء،وقد أدرك للتو أنه ذو عين عمياء!
هيهات هيهات أن يقبل منه ثمن الدواء..
دمعة ساخنة نزلت من قلبه جرت على خده..
شرد للحظات..
أيُعْقَل.. أيُعْقَل؟!
أن يتركه أهله ينزل هكذا بلا رفيق؟!
وقبل أن يفيق،شكره الرجل وانطلق عابرا للطريق!
لم يستجب أبدا لمعاونة صديق!
سار خُفْيَة خلفه ليعرف قصته..
وصل الرجل،وجد أهله جميعا في البيت!
وجدهم أجسادا بلا قلوب!!!
لم يهتم به أحد!!!
عُدْ يا ابني، أشعر بك خلفي..
أشعر بأنفاسك الحارَّات تلاحقني..
ثق تماما، لن يُضَيِّعَني الله أبدا…
قَبَّل يديه المرتعشتين…
ودَّعه،وانصرف..
سمعه يدعو له:
اللهم ارزقه الستر..
ركب سيارته وانطلق وهو ينفجر باكيا..
وفجأة!
شَقَّت سيارة مسرعة الطريق على عكس الاتجاه..
أصبحت على بُعْد أمتار منه!
انتظر جميع المارة حدوث تصادم رهيييب لن ينجو منه أحد من ركاب السيارتين!
أمَّا هو فلم تهتز له شعرة!
بل ابتسم وهو يواجه مصيره..
وكله يقين بأنه سينجو!!!
وظلت تتردد في أسماعه دعوة الرجل:
اللهم ارزقه الستر.
التعليقات مغلقة.