موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

برنامج قصة حياة للأديب حسين الجندي : الوصول

276

برنامج قصة حياة للأديب حسين الجندي : الوصول

قصة قصيرة : الوصول بسن قلم الأديب حسين الجندي

أمسك بقلمه مشتاقا، لديه العديد والعديد من الأفكار يريد أن يسكبها على الورق قبل أن تضيع وسط زحام عقله، قدرته أضحت ضعيفة للغاية على التذكر؛ لذا فنوتته لا تفارقه، يصحو وينام بها،
بدأ بتدوين أول فكرة، قصة قصيرة استولت أحداثها على تفكيره منذ فترة، وكلما هم بترجمتها شعر بفتور غريب،همس في نفسه:
لماذا لا تتحمس؟
لا تضع أحدا أمام ناظريك، فليذهب الجميع إلى سلة القمامة، لماذا تتقيد بأعراف وتقاليد بالية؟!
تبا لتابوهاتك التي سجنت عقلك فيها..

الرسالة الرسالة الرسالة، كلمة صارت قميئة ومضجرة، اكتب لنفسك أولا، نفِّس عن خلجاتك، كن أنت ولا تكن كما يرونك، مثالية كطوق حديدي صدئ..

-انزعها وتمتع،انزعها وتمتع..
ظل يرددها وهو يمسك بطوق قميصه حتى مزقه إلى منتصف بطنه،دخل في نوبة بكاء حاد، بلَّلت دموعه أوراقه ولم تعد صالحة للكتابة، أمسك بقلمه وحطمه بنشوة عجيبة اعترته وكأنه ينتقم من عدو لدود، هدأت نفسه قليلا..

استغرق في نوم عميق، لم يرد الاستفاقة منه…

قابله هناك، في قاعة حفل كبيرة..

هو كاتب لامع مع صغر سنه العمرى والأدبي إلا أن له اسما رنانا ومبيعات هائلة لجميع رواياته والتي تحوَّل معظمها إلى أفلام ومسلسلات،قرأ له معظم أعماله..

في الحقيقة، لقد وقف أمامها منبهرا؛خلطة سحرية بحق، هذا الرجل يمتلك بهارات لها جاذبية شديدة للقارئ وكأنه عطار خبير وقع على مخطوطة بها تركيبة تعدل مزاج المتلقي..
نعم من يقرأ له لا يستطيع أن يرفع عينيه عن كلماته..
لا لا..
ربما له قرين يلهمه بما لم تأتِ به الأوائل..
ربما!
لكن!
لماذا لا أحاكيه؟
هل أستطيع؟
لا لا لا يمكن!
تأمَّله..
صلعته المميزة من المؤكد أنها ناتجة عن عري عقله قبل عري قلمه،
هذا الرجل لا يستحي مطلقا..
لقد خلع عنه لباس التقوى،عقد عقدا مع الشيطان، لذا فهو يلهمه، أتريد ذلك؟!
صرخ بأعلى صوته :
لا لا لا يمكن أبدا!
تركه وانصرف..

قابل حبيبه ورأس هرم أساتذته، سلَّم عليه، دقَّق في ملامحه، ياااه إنه أقبح مما يبدو عليه في صور غلاف رواياته، وقصير للغاية، تُرَى أهذا سر عداوته للمرأة، قلمه شحيح المداد في بَلِّ ريق بنت حواء ، سوطه دائما قاسيا على ظهر مشاعرها الرقيقة..
معذرة أستاذي لقد ضاع نصف جمالك داخلي..

تركه، وانتحى جانبا ليأخذ لقطة شمولية لبعض الرواد..
وجد من بعيييد أقلام حبر فارغة تخرج ألسنتها لاهثة تحاول جاهدة التقاط ولو نقطة حبر تروي ظمأها..
أخيرا وصلت لمبتغاها- بحر حبر واسع خضم- أخذت تغبُّ وتغبُّ حتى امتلأ جوفها وطفح حواليها، بدأت بالكتابة، خرجت مخطوطاتها متشابهة باهتة بلا طعم ولا لون ولا رائحة، تركها تعيد وتكرر ما ارتأته إبداعا ولم تدرِ أنها تنبع من محيط غيرها..

شعر بضيق شديد في صدره، خرج لقاعة أخرى ليستنشق هواءً جديدا منعشا، وجدها أمامه ساحرة الجمال ترتدي فستانا أحمر فاقع اللون يسر الناظرين، لاحظ حولها العشرات من المعجبين، الكل يشيد بجمال خِلْقتها وبديع جسمها ورشاقة قدها، وسحر رائحتها الأخَّاذ، أخرجوا هواتفهم ليلتقطوا معها صورة ليتباهوا بها أمام العالمين، رأوا أنفسهم أمامها صغارا، أدركت هي ذلك بغريزة الأنثى، فكتبت كلاما ركيكا ينم عن عقلية ضحلة التفكير فقيرة الموهبة، قرأوه؛ انهالوا عليها مدحا وتزلفا، وهي تضحك بغنج ودلال، وعدوها بالنشر، وعدتهم بدورها بما يريده أي رجل أفاك خليع!

على طاولة مستديرة وفي وسطها جلس رجل أشيب الشعر سمين يرتدي حلة سوداء فخمة ويمسك بين أصابعه سيجار كوبيا فاخرا ومن حوله لفيف من أشباهه وإن بدا عليهم الانقياد له، كلما تكلم وجدهم يسبغون عليه حلل المديح ويرشون عليه عبارات الإطراء،
مَنْ هذا يا تُرَى؟!
سار نحوهم على مهل، حاول إيجاد كرسي شاغر، لم يجد، ظل واقفا ليرى المشهد عن قرب، إنه رجل أعمال كبير وهؤلاء هم أصحاب دور نشر، استبشر خيرا، أخرج من جيبة نوتته البالية وأخذ يتصفح وريقاتها حتى وصل إلى قصة قصيرة أراد عرضها عليهم، عبثا حاول فهو بالنسبة إليهم شفاف لا يَرَوْنَه، نكرة تحتاج وبشدة إلى جميع أدوات التعريف، أشاحوا بوجوهم عنه، صدح المطرب بأغنيته المفضلة الرديئة …
أدَّاها برتابة وملل واضحين..
جرى نحوه، خطف منه الميكرفون، أخذ يقرأ على الجمع قصته القصيرة ، استمعوا بفضول لمطلعها،وسرعان ما تعالت صيحات الاستهجان، ووجد نفسه بين أيدي الحراس كطحلب طفيلي، وقذفوا به خارج القاعة، لملم شتاته، بحث عن نوتته فلم يعثر عليها، وجد يدا حانية تربت على كتفه، نظر إلى صاحبها، وجده صورة متماثلة منه!
من أنت؟!
رد عليه مبتسما :
أنا أنت!
فعلا أنت تشبهني للغاية ولكن يبدو عليك الثراء ومظاهر الأبهة أما أنا ف…
قاطعه:
لقد استوعبت ما لم تفهمه أنت..
لقد حققَتَ كتاباتي مبيعات هائلة وجَنَيْتُ من ورائها ثروة ضخمة ووو..
قاطعه بحدة واستنكار:
أكنتَ بالداخل؟!

  • نعم.
    إذن أنت منهم ولا أعرفك!

استيقظ قبل الفجر على صوت زوجته وهي تدعو له في صلاة ليلها :
اللهم بارك لي في زوجي وارزقه الصحة والعافية واكتب له الوصول إلى المراتب العليا التي يتمناها..

نهض وقبَّل رأسها بامتنان وأحاط خديها بكفيه ونظر بحنان إلى عينيها:

  • لقد وصلتُ بالفعل الآن..

استمع للقصة الآن :

التعليقات مغلقة.