برنامج قصة حياة للأديب حسين الجندي : صورة
قصة قصيرة بسن القلم : صورة
صرخت؛جرى إليها،أمسكت بتلابيبه بكامل عزمها حتى أوشك على الاختناق، سقطت أرضا ووجهها يحاكي صفرة الجادي،حاول إنعاش قلبها
؛ لم يفلح، حملهاملتاعا، وضعها على السرير، لاحظ سائلا يشبه الماء يتسرب من بين رجليها،أعقبه نزيف حاد،وصل الطبيب أخيرا ،تم نقلها إلى المستشفى التخصصي،
لقد تذكر قول الطبيب له:
هي أَمْ الجنين؟!
وقتها لم يتردد لحظة:
-هي طبعا..
لكنها رفضت وصممت على مواصلة الحفاظ عليه..
ولم يملك مع تصميمها سوى الرضوخ..
ياليته أرغمها على الإجهاض ولو بالقوة..
ولكن الآن لا مجال للندم..
يوم ولادة عسرة، ابن الشهر السابع،
نسبة وفاته كبيرة..
هكذا قالوا..
دمعت عيناه، خفق قلبه،
( لا يهم من رزقنا به بعد عمر سيرزقنا بغيره)
سمعته بوهن وغامت عيناها..
استيقظ مبكرا كعادته استعد للذهاب إلى عمله وجد صورتها على الحائط وقد مالت على أحد أركانها..
أخذ يحملق فيها..
حقيقي صورة جميلة للغاية وهي في أوج ألقها وشبابها..
رجع بذاكرته أربعين عاما حتى توقف تحديدا عند اللحظة التي الْتُقِطَت فيها هذه الصورة لها..
نعم نعم يتذكرها وكأنها اليوم..
عدسة معوض أفندي كانت الأشهر في الحي..
ولاغرو فقد كان مصور الفنانين..
لقد أخذها بعد جلسة التصوير وتجولا على كورنيش النيل وتناولا كوزين ذرة مشوي وبعض حبات البطاطا المعسلة..
ألقى نظرة سريعة على نتيجة الحائط فوجد علامة مرسومة بقلم ألوان (فلو ماستر)..
، اليوم هو الأخير له في العمل قبل إحالته إلى المعاش..
قبل أن يغلق باب البيت خلفه سمع صوت ارتطام شيء بغرفة النوم..
جرَّ رجليه وقلبه يحدثه
وقعت عيناه على حطام الصورة..
لملم أشلاءها بيد مرتعشة ثم ذهب إليها.
التعليقات مغلقة.