موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

برنامج قصة حياة للأستاذ حسين الجندي وحلقة بعنوان ” دساس”

198

برنامج قصة حياة للأستاذ حسين الجندي وحلقة بعنوان ” دساس”

نص القصة :

قصة قصيرة
بسن قلم /حسين الجندي
(دساس)

في منتصف ثمانينات الألفية السابقة خيم الليل على القرية فزادها وحشة، عاد عبده من وردية عمله في مصنع الغزل والنسيج بالمدينة المجاورة، لمع جسم مستطيل على ضي النجوم الخافتات، لم يرعه اهتماما في بداية الأمر ولكن شيئا ما داخله أثار في نفسه الفضول، نزل من على صهوة دراجته العتيقة ليستكشفه، التقطه وسرعان ما علت شفتيه ابتسامة ساخرة وقطب حاجبيه في ضجر يا لها من لقية…
شريط كاسيت في حالة مزرية تملأ المياه جوفه قذف به توا ونفض يده من أثر المياه وهو يزبد و يرغي ويغمغم بكلمات ساخطة،همَّ بمواصلة رحلة العودة لبيته وقعت عينه على عبارة منقوشة على وجه شريط الكاسيت( المرسل /
المعذَّب دسوقي) كانت كفيلة بشحن بطارية فضوله عن آخرها وبشاحن بسرعة 64 وات!
التقطه مره أخرى وأخذ يحاول نضح المياه من داخله ثم وضعه في جيبه وانصرف لم ينم ليلته وانهمك في معالجة شريط الكاسيت ليفض ختامه ويسبر كنهه…
صار الشريط جاهزا..
ضغط زر التشغيل انساب صوت دسوقي يستعرض حاله ويلقي ببعض المعلومات عنه..
فدسوقي شاب مغترب في العراق يعمل في محل كبير لبيع الفواكه والخضروات في حي جميلة ببغداد..

كاد الملل يقتل عبده وشعر بالندم من إصلاحه للشريط، لقد ظن أن به جديدا مشوقا..
همَّ بإغلاقه والقذف به في صندوق القمامة!
حتى رنت إلى مسامعه عبارة استحوذت على كل كيانه :
(جايز تكون دي آخر مرة تسمعوا فيها صوتي ويمكن منتقابلش تاني خالص!

وبدأ في الحديث إلى والدته:
(بحبك أوي يا مَّه وحشتيني، ودخل في موجة حارة من البكاء..
بس أنا زعلان منك علشان كنت بتقسي عليا وبتعاملي أخويا الكبير أحسن مني ،بس أنا على فكرة مسامحك …
سلام يا ست الحبايب..

ثم وجَّه حديثه لأخيه الكبير :
(أخويا الكبير هقولك كلام أول مرة تسمعه وياريتك تفهمه كويس :
خلي بالك من عيالي اللي هُمَّه عيالك!
وسكت لحظات كدهور ثم أردف بعد تنهيدة ساخنة حارقة:
يا خويا الكبير أنا كنت بلاحظ حركاتك القذرة مع مراتي وكنت بصَهْيِن عنها وأقول عادي دا زي أخوها..
بس واضح إنها مكنتش مجرد حركات وهزار زي المغفل اللي هوه أنا كان مفكَّرها كده!
طبعا هتنكر علشان مفيش دليل..
لكن أحب أقولك إن بعد سنين الشك دي كلها ونظرات الحيرة اللي كانت بتقتلني كل ما بشوف الواد حمدان اللي هوه مفروض يكون ابني وألاقيه الخالق الناطق صورة منك وكنت بقول في نفسي يشبه من العم أربعين…
لكن أحب أعرفك يا أخويا الكبير إني ضغطت على مراتي واعترفت لي فحبيت أنتقم منك فعملت زيك مع مراتك والصراحة هيه ما صدقت بعد شوية محاولات بسيطة..
واستنيت تجيب ولد مني يشبهني لأنك طبعا معندتش بتخلف بعد عملية الدوالي اللي خلصت على رجولتك.. طبعا أنت كنت مخبِّي الموضوع ده عنِّنا..
يعني ربنا انتقم منك انتقام صغير كده وعقبال الانتقام الكبير هههه يا أخويا الكبير!
و علشان ربنا كبير عرفت بعد سفري إن جالك سرطان هيخلص عليك في الدنيا دا غير عقاب ربنا في الآخرة…
والظاهر ربنا انتقم مني أنا كمان…
روحت أكشف لقيتني مبخلفش أصلا!
يعني بنتي كمان منك يا فاجر..
هسيبك دلوقتي تقتل مراتك لو لسه عندك شوية نخوة، وتعمل اللي مقدرتش عليه طول السنين اللي فاتت مع مراتي ..

اعتدل عبده في جلسته وقد وقف شعر رأسه واحمرت وجنتاه وبلغ به الفضول مبلغا عظيما…
أغلق الكاسيت وظل يفكر ويعصف ذهنه..
تساؤل ألح عليه بشدة:
من هؤلاء ؟!
أهم من أهل القرية؟ أم من قرية مجاورة؟!
قطع فضوله حبل أفكاره فشرع يكمل الاستماع..

مراتي الحبيبة:
(وحشتيني موووت أنا عارف إنك متستهليش حبي ،بس أعمل إيه أنت مَرَضي اللي معرفتش أتعالج منه..
أكيد بتسألي نفسك دلوقت أنا عاوز منك إيه؟!
هقولك:
قبل ما أطفش من وشكم فكرت فيكي والنار جوايا ومش عارف أطفيها..
قلت لازم أنتقم منك يا فاجرة وقبلها أنتقم من نفسي!
أحب أقولك إني خنتك مع مرات أخويا الكبير…
طبعا ده موضوع ما يسخنش ودن واحدة زيك..
علشان كده فكرت في حاجة أكبر…
-سكت لحظات زفر فيها بقوة-
ثم أردف والدموع تقهر صوته:
منكم لله دمرتم حياتي… كنت عايش في سلام كافي خيري شري..
عمري ما أذيت حد ولا حتى فكرت في أي شر!

أخذ يشفط سيلان أنفه مرات ومرات وينتحب بصورة هيسترية قبل أن يلقي بقنبلته في وجهها:
يا هانم أنا جبت لنفسي إيدز علشان أنقلهولك..
واللي أنت متعرفوش يا جاهلة إن المرض ده ملهوش علاج ولازم هيمِّوت صاحبه…

مرت فترة صمت، انتظر عبده أن يواصل دسوقي حديثه، لكن لم يحدث..
سرَّع الشريط ولكن مازال الصمت هو عمدة المشهد!
قلب الشريط على وجهه الآخر وأيضا ساده الصمت ولا شيء غيره..
يبدو أن أمرا ما حدث لدسوقي أو اكتفي هو بذلك القدر..
أخرجه وهو متحير أيبدأ رحله البحث عن أبطال هذا الشريط ليعرف مصائرهم أم يكتفي بما سمعه؟!
ولكن السؤال الأهم:
هل وصل هذا الشريط إلى أصحابه أم سقط قدرا من يد الرسول ووقع في يده ؟!
لم يجد جوابا لتساؤلاته فقرر أن يضع الشريط في خزانته ويغلق عليه ولو إلى حين..

مرت أيام وخيط واحد يصله بين الشريط وبين أصحابه…
هو اسم صاحبه.. دسوقي…
نعم لابد ان يبحث عن كل شخص بهذا الاسم من أهل قريته..
لم تكن المهمة صعبة فاسم دسوقي ليس دارجا بكثرة في القرية..
لم يجد سوى شخصين لا يمكن على الإطلاق أن يكون أحدهما هو المقصود!
فأولهما قد تخطى الثمانين والآخر لم يبلغ العاشرة بعد!
برغم عزمه على مواصلة البحث في القرى المجاورة إلا أنه في اللحظة الأخيرة قرر التوقف..

بعد عشر سنوات من الواقعة تقدم شاب لابنته ،سأله عن اسمه فأخبره:(اسمي حمدان دسوقي….)
في البداية لم يهتم ولم يربط…
لكنه فجأه استرعى انتباهه اسم دسوقي فرجع بذاكرته عشر سنوات إلى الوراء…
فسأله عن والده..
فأخبره بأنه قد توفي في العراق ولم يعثروا له على جثمان وإن والدته قد توفيت كذلك بمرض غريب لم يجدوا له علاجا…
وبعد كثير من الأسئلة تأكد له بما لا مجال للشك فيه أنه هو المقصود!
نعم هو حمدان ابن الحرام!
هو حمدان ابن عمه الكبير وليس حمدان ابن دسوقي!

هِهْ إيه رأيك يا عمي؟
حضرتك موافق ؟!
بادره بالسؤال عن عمه الكبير،أجابه بحسرة وحزن:
عمي أيضا توفي بمرض السرطان،أنا كنت بحبه جدا..
دا حتى كل الناس كانت بتقولي :
أنت شبهه تمام..

شرد عبده للحظات وتذكر الشريط فطلب من حمدان أن يمهله فرصة للرد…

أسرع إلى خزانته وأخرج الشريط الذي قد نساه أو تناساه طوال هذه السنين..
بحث عن الكاسيت وجده صار أطلالا!
أمسك بالشريط وكسَّره بقدميه حتى ضاعت ملامحه..
تنفس الصُّعَداء..

بعد أيام عاد حمدان ليعرف الرد :
معلهش يا ابني الجواز قسمة ونصيب…
وهمس في نفسه :
إن العرق دساس.

استمع للقصة الآن :

التعليقات مغلقة.