موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

بر الأمان من كتاب الأرض الطيبة بقلم مصطفى علاء بركات

285

بر الأمان من كتاب الأرض الطيبة بقلم مصطفى علاء بركات

جلست فى هذا الكرسى الهزاز الذى وضعته فى هذا الركن الإستراتيجى ، لا أعرف من هذب هذا السور من نباتات و أشجار الزينة ، كيف ترك هذه المساحة الخالية جرداء بلا زرع أنها لا تزيد عن متر أنها تشوه هذا المسار الزى يزيد عن عشرون متر من أشجار خضراء و ازهار من ملونة مثل قوس قزح لماذا تركوها كالصحراء ، جلست على هذا الكرسى نعم هذا الكرسى النادر الذى اشتريته بخمسة ألاف جنيه كان فرصة لا تتكرر يعود لأحد مستشارى الملك فاروق ، إنه تحفة لا تتكرر أمسكت بهاتفى لينعكس بعض الضوء الخافت من شاشته على وجهى و نظارتى السميكة و فتحت سجل المكالمات

  • أولادى … ثلاث مكالمات
    إبنى الأكبر و الوسطى و الأصغر
    لا تتجاوز مكالمتهم الدقيقتان بأى حال من الأحوال
    ليس عندهم وقت لأبيهم
    نسوا كيف أخذت بأيديهم جميعا لبر الأمان

لم أكتفى كأى أب عادى بالتعليم و الدراسة و المعاونة على الزواج

  • أحمد أول فرحتى ، منذ دخل الجامعة و أنا أعد له جدول مذاكرته ، لم أتركه حتى صار الأول على الدفعة
    و كيف لا و هو ابن الدكتور رئيس القسم الحاصل على أرفع الشهادات العالمية التى فاقت باقى الأساتذة بالكلية أجمعين
    و عندما أراد العمل بتلك الشركة الأجنبية حميته منها و رفضت و ارتفع ضغطي و علا صوتى و احترقت اعصابى حتى جعلته يستمر بسلك التدريس الجامعى و الأن هو أصغر دكتور بقسم الكيمياء الحيوية بالكلية
  • ابنتى الوحيده منار ، الجميلة الرقيقة ، لم أتركها حتى ارتبطت بزوجها الحالى الجراح الشهير ، لا أنسى هذا اليوم الذى وقفت فيه كالأسد أمام هذا الشاب الحالم الذى أراد أن يتعسها و يحطم مستقبلها الباهر … أراد أن يتزوجها بحجة أنه يحبها و هى أيضاً
    كانت كلمتى الحاسمة ، الحب ليس فقط أساس الزواج ، الزوج الكفء الناجح هو فقط من تضمن معه استمرار حياة إبنتك المستقرة و الأن انظر لها تسير كالملكه بجوار زوجها ، يسافر معها زوجها شهر كل عام إلى خارج مصر للإستجمام أما باقى العام
    فلا يمر أسبوع إلا و هو مسافر بدعوة عالمية ليشهد أو يقوم بعملية جراحية تنفذ لأول مرة … أو يدعى كضيف شرف فى المؤتمرات العلمية و هى تحيا سعيدة هادئة مع ابنتها الصغيرة
    أمل ، فى هدوء و سلام لا ينقصها شىء أموال طائلة و فيلا فخمة و سيارة خاصة لا يملكها فى المدينة إلا عشرة أفراد
  • ابنى الأصغر العبقرى ، الحاصل على المركز الثانى فى مسابقة العلوم و الإختراع على مستوى الجمهورية أنا الذى رشحته لها كنا نذهب ثلاثة أيام لحضور كورس باللغة الأجنبية صيفا وشتاء دراسة و إجازة فى هذا المركز العالمى ، يستغرق الطريق ساعة ذهاب و ساعة للعودة ، و عندما كبر كم بذلت معه من جهد حتى حصل على مجموع مرتفع سمح له بدخول كلية الطب البشرى كأمه و لكنى سخرت كل اتصالاتى و علاقاتى حتى ألحقته بالقوات الجوية ، أراد من صغره أن يصبح طبيباً فلينظر الأن لصديقه الطبيب حتى الأن دخله لا يتعدى نصف دخل ابنى و لا حتى ربع الإمتيازات التى يتمتع بها إبنى

و بعد كل هذا يحضرون إلى فقط مرتين فى الاسبوع
يحضرون الأطعمة و الفاكهة التى أحبها
يجلسون معى و يطمئنون على
ما أهمية الطعام و الفواكه يمكننى شراء ما أريد
لماذا لا يستمعون إلى ؟! لا أفهم
لماذا كلما حاولت أن أنصحهم و أرشدهم لبر الأمان
لا يسمعوننى لا يسمعوننى !! لماذا لماذا ؟ لا أفهم مطلقاً !!

من المجموعة القصصية
( الأرض الطيبة )
بقلم / مصطفى علاء بركات

( تمت )

التعليقات مغلقة.