بسطاء ولكن
بقلم/ زين ممدوح
لم يفكر طويلاً فى كيفية الحصول على المال،
وائل على،وهذا اسمه يعرف كثيرا المصريين وطباعهم.
شعب عاطفى بالفطرة،ربما يتعرض للنصب والضحك عليه بكل سهوله
يكفيه أن ينكفيء برأسه قليلا،مع دمعة من عينيه الخبيثتين لهذا أو ذاك، ليخرج بعضا من ماله،وربما أجزل له العطاء،ذات يوم ،استعان بصديقة له،تسير على نفس النهج،فالطيورعلى أشكالها تقع،دعاها للقاءه،جلس سويا فى كافيه فى وسط العاصمة.
صفاء لدى عملية، واحتاج إلى خدماتك هكذا قال بوجه بدا عليه علامات الإستفهام ،أى عملية تقصد قالت.
فى هذه الأيام حملة تطعيم ضد شلل الأطفال وما علاقتى بهذا ،هل أوضحت الأمر أكثر
ماذا لو أحضرت بالطو أبيض مع بعض الأغراض كالتى يسخدمونها من صناديق صغيرة،والتى يحفظوا بها الأمصال ثم ماذا
سنتوجه إلى إحدى محافظات الوجه القبلى ،وأنا اخترت بلدة فقيرة معدمة،يعانوا من كل شيء،والأمية فيهم كبيرة ومن أين سنجلب المصل،هل فكرت فى ذلك
_لا نحتاج إلى المصل إطلاقا، سأشرح لك فيما بعد.
فى السابعة صباحاً وعلى بُعد ساعتين من العاصمة،وصلا إلى القرية،مرتدين البالطو الأبيض،وكان فى صحبتهم أربعة من أهالى القرية،استطاع شراؤهم بحفنة من المال كى يساعدوه،
مكيروفون صغير،من خلاله بدأوا ينادون
يا أهالى البلد،حملة جاية من مصر،لتطعيم شلل الأطفال
وبدأت النساء فى الإصطفاف،وكلما جاء دور إحداهن تفتح فم طفلها له،فيضع جرعة بسيطة،من الماء،فى فمه ،موهما إياهم أن ذلك طعما للأطفال،مقابل خمسة جنيهات،ولما سألن عن مجانية هذا التطعيم،أقنعهم بحرفية متقنه،أن الوزراة قد أتت به من الدول الأجنبية،وذلك حرصاً على سلامة أطفالهن،
ومع الغروب الشمس،انتهيا على وصفاء من جمع مبلغ لا بأس به من المال،ولا شيء أنفقوه غير الوقت والماء
ولا عزاء للبسطاء !!
التعليقات مغلقة.