بسمة الأقدار
بقلم عبد الناصر الكومى
صمود إذا شمّ الجبال توجعا
على متن عزم يرقب الدهر مصرعا
يداوى بكف الشامخات مصابه
ويطوى على الآفاق صبحا تصدعا
على وجنة الصبر المقيم ببأسه
مشيح من الأهوال ليلا تجمعا
وترنو خبايا الروع لحظ سكونه
فترتهص الآماد فى الكون خشعا
وما فى حنايا دمعة شق لحظها
شجون تخوض النائبات لتسمعا
توالت على أناتها صفعة الردى
فلم تمهل الأحلام قلبا مودعا
وفى راحتيك الفتح يا مشربية
تصارع فى أنسامها داعيا دعا
ويأسىرك الدرب التليد بمجده
عميرة فى ثغر الذهول لتفزعا
وتلقى بكف المرجفين إلى الوغى
فقد ضاق صبر الكون بالجبن أذرعا
فطفلك يا ميسون شرق مكبكب
تدمدمه الأوجاع حتى تقطعا
تلابيب مجد تعترى نصف ياقة
وتأسر اخراه لبؤس تجرعا
واخدود ذل بين قيد مهانة
تناوبه الاثنان والدرب ما وعى
على زمهرير البغى يصمت مشرق
وعرش بأمس الروع قد بات أسفعا
تكفكف عنه المعطيات أنينه
ولم تكد الأحلام تمسح أدمعا
وبينا تسامى الخلد فى ساحة الردى
تكالبت الذوبان تقصم أضلعا
راتك نيوب النازلات فزمجرت
ويرمق منك العزم ما قد تجرعا
على ثغر طفل المنتهى يعبث الأسي
تناوشه الأنواء حتى تضعضعا
وفى جلدة للبين ينفطر الهوى
وتختصر الأقدار عهدا تمزعا
وتكتشف الوجد المرابط وحده
بعرش خبيئات لسيف تكعكعا
غداة استباحت غفلة عرش قدسها
ليسرق طغيان صباحا تمنعا
صباح يمر العدل تحت لوائه
ويثنى عنانا للعزيمة قد سعى
تمر الليالى فوق سطر همومها
تحادثها الانواء والأفق ما دعا
على رسلك الخلد العتيق يهابه
ربوع طعان شاكسته فأردعا
يمينك يا بأسا تشق مفاوزا
وتطوى خضوعا صارعته لتقشعا
ومنك إليك العز يا باحة الوغى
تلاطمك الأحداث ليلا فتسفعا
وقنطار صبر يحتوى الشرق صاعه
يواسي بقلب القهر قلبا تقعقعا
فيوسفك الإحسان يا هامة بغت
تسربل صدقا طيفه الكون أروعا
وفى وجنتيك الدمع أخدود بؤسه
يصب على أحزانه ما تورعا
تهامس أجداثا لعل طلولهم
تجيب أفول الوصل لما تربعا
يصد غيابات الهزيمة بأسها
يجمع من أشلائها ليرقعا
بجمرة ظلم أوقع النصر سهمهم
فبات على نار الأسي متضجعا
فلم يضق القلب المقيم بنصرة
وإن ضاقت الأحلام هم موسعا
وفيك اختصار المكرمات بشوقها
ولم يلتفت صبح انتصار ليسمعا
عشية أشلاء يساورها الجوى
شهيدا على أمجادها إذ ترفعا
وأورث شرقا خيبة فى عقوله
ولم تفلح العنقاء والغول مقنعا
تغشاك يا صبح انتصار تشرد
فلملم فكرامبدعا مترفعا
لتزوى ذيول الغرب من مشرق وهَى
تشيد عرش للخلود مرصعا
تقيم حوايا الناكسين كرامة
أسيرة حمق كان فى الأفق أصمعا
تسلسل فى سجن الهوان رداؤها
فهمّ لهيب الروع ينسف بلقعا
فمن وطاة البهتان يبزغ ومضة
تحرك تلا لارتجاف فيشرعا
ومن قلب فرعون انتقام يقودها
سجود يزيح الظلم نصرا ليرتعا
لعرش اصطبار يخضع الكون راغما
ليقصم قارون الغرور ويجدعا
ويمحو من الروع العقيم خنوعه
يعيد إباء كان بالأمس افرعا
تهاجر من درب الصمود جباية
تؤز كهول الضعف كبرا تمزعا
ومن قبضة الأقدار يرتعد الردى
يقود عنان الفوز لم يلق إمـعا
وبين وجيب الروع سابغة ثوت
تساند ملهوف الخلود مقنعا
فليتك يا شعرا تذود بضربة
عن الشرق كالمسلول سيفا تقعقعا
التعليقات مغلقة.