بشــــيـر أبـــوســـالــم يكتب لقيـــــــط
إني أتيـــتُ الكـــونَ عبــئـًا للحــــياة..
ألأنـني ظلــــمٌ علـى أيــدي الجُــنـاة؟.
(٢)
أم إنني طفـــلٌ كـريــم الأصـل لكــنْ..
ســاقـه القــدر الـذي أفــنى صِـــباه؟.
(٣)
إني شعـرت كأنني في الناس عشـبٌ..
دون إذنٍ قـــد تطــــفَّل في المـــــياه.
(٤)
إنـي غـريـــــبٌ لا حبيـــــبَ يضـــمهُ..
مـن شــدة الأحــزان جفَّــــت مقلتـاه.
(٥)
وأنا الغـــريق يجـــرهُ ســـيلٌ شديــدٌ..
جــــارفٌ ولغيــــره امــــــتدت يــداه.
(٦)
أو إنني بــين الخـــلائق من ســــفاحٍ..
قد تُرِكـتُ وضِـعتُ في بطــن الفــلاة.
(٧)
أو إنني شـيءٌ رخيـص السعـــــر لمَّـا..
تـاه عــن رجـــلٍ تباطـــأ في خُطــــاه.
(٨)
أو إننـي عــــــبءٌ ثقــــــيلٌ مــؤلـــمٌ..
قد ضاق من فرط الحمــولة صاحـباه.
(٩)
يـا ويلـــتَى إن العــــــذاب لقــــاتلـي..
يغــتال طفـــلًا، فالبـدايـة منـــــتهاه؟.
(١٠)
هـل من سؤالٍ ضـاق ذرعـًا داخــلي؟..
مـاذا أكــــون ومــن أنـا، يا حســرتـاه.
(١١)
لو كنــتُ أرجــو في الحــياة سـفيـنةً..
حـتى تعــانـقَ رحلـتي أرضَ النجــــاة.
(١٢)
أو كنــــتُ أبغــي للســــؤال إجــــابـةً..
فالجُـــرح فـي قلبـي إجابـتكـــم دواه.
(١٣)
فلتنـظـــروا عيـــنًـا تفيــــض بــــراءةً..
هي عيـن طفـلٍ بينكم في الكـون تاه.
(١٤)
ولترحمـوا القلـبَ الـذي هـو ليـس إلا..
قلــــبَ طفــــلٍ قــد تغَيَّـــــبَ والــداه.
(١٥)
مـن أنـــتِ يا أمـي وغـــايـةَ مطــلبي..
يا حلـمَ عمــرٍ كَــمْ سعــيتُ إلى لقــاه.
(١٦)
فتشــــتُ يا أمــي كثـــيرًا عـــن أبـي..
طفـــلٌ، مُنــاه من الحـياة يــرى أبـاه؟.
(١٤)
يا منيتي، سبقَــتْ دمــوعي خطـوتي..
فالنفــس تبـكي كـي تـراكِ وكـي تـراه.
(١٥)
أهملتِــني حـــتى أكـــــون فريســــــةً..
وسْــط الذئـاب ومضـغةً بـين الشــفاه.
(١٦)
وتركتِـني مـن غــير عطــفٍ أحــتسي..
مُـــــرَّ الكــؤوس بلوعــــةٍ، والوعـــتاه.
(١٧)
آهٍ وآهٍ مـــن شــــــريـدٍ حــــائــــرٍ..
نحـــو السمــاء تضـرعـت أمــلا يــداه.
(١٨)
يدعــــوكَ يـا ربـي ذليـــــلًا فلتجِـــبْ..
قلـبًـا تمــــزَّق نبــــضه مــن قــــول آه.
(١٩)
ومشيـــتُ والحـــزن العمــيق يلفُّــني..
يهفـو إلى القلـب الضــليل فقـد هـواه.
(٢٠)
ورجعــتُ واللـــيل الطـــويل يــزُفُّـني..
لمقـــابـر الدمـــع العلـيل قــد اشتـهاه.
(٢١)
طفـلٌ ويصـرخ في الليـالي : مـن أنا؟..
فيجيب خلف السؤلِ سؤلٌ من صداه.
(٢٢)
فأنـا اللقيـــط مـن الحــــياة ومـا أنـا..
إلا تـــرابٌ تحــــت أقـــدام المشـــــاة.
…………………………………………………..
كلمـــــــات ” بشــــير أبـــوســـالــم “
……………….”لقيـــــــط”…………………
التعليقات مغلقة.