“بعض الوفاء” شعر/ وليد الحريري الشوالي أبوأيهم
لـماذا قَـطَعتِ الرَّجا يا ولاءْ؟
تَـعالي بِـدفـئِكِ فَـالَّلـيلُ جَــاءْ
لــماذا تَـغيبينَ عـنِّي فَـإنِّي ؟
أُقـاوِمُ وحدي حَـنينَ الــشِّتاءْ
تَـركـتِ الـفُؤادَ ضَعيفاً شحيحاً
كَـنُقطَةِ مــاءٍ بِـجوفِ الإِنـــاءْ
أقـاوِمُ ضـعفي وحـيداً غريباً
بُــرودَ الأَمــاكِـنِ .. عَتمَ الــفَناءْ
وَأَكـتُبُ أَكــتُبُ حَـدَّ انـطِفائي
وَلَـيسَ لِـشَوقِ الـوَحيدِ انـطفاءْ
أَكــادُ أجنُّ .. أطـوفُ احـتراقاً
كَـما طافَ نَـجمٌ بِـبالِ الـفَضاءْ
وأذبــلُ أذبــلُ حـــيناً وحــيناً
أُقَـبِّلُ شـوقاً خُــدودَ الـــسَّماءْ
تَـمادَيـتِ جِـداً فَـلا تَـترُكـيني
سَـجيناً كَـخيطٍ بِـكَفِّ الـرِّداءْ
أَفَـكِّرُ فِـيكِ فَـأَجــتازُ نـفسي
كَـما الـيَأسُ قَـبلَ شُـعورِ الـبُكاءْ
أَمَا حَـانَ أنْ تُـظهري لَـوْ قَــليلاً
وَقَدْ طَالَ بُعدُكِ .. بعضَ الوَفاءْ
عَـظيمٌ هَــوانا فـلا تُـفْسِديـهِ
بِـحُبٍّ بَــليدٍ يَـتيمِ الـرَّجـاءْ
وَقَـدْ كـانَ قَـبلُ جَـميلاً جَـليلاً
كَــثيرَ الـتَّواضُـعِ وَالكِــبريـاءْ
بَــهيَّاً نَــقيَّاً كَــما سـَــاعَـتينا
إذا مـا الـتَقَينا مَــشَتْ لِلــوَراءْ
تَـعَلَّمتُ مِـنكِ الـوِصالَ دُروسـاً
فَـكَيفَ تَـعَلَّمتِ درسَ الـجَفاءْ؟!
وحُـبُّكِ سِـرّي الَّـذي مـا تـوارىٰ
وَلَـمْ يَـتَقمَّصْ وُجـوهَ الــخَفاءْ
تَـراني الـعُيونُ .. تَـرانا جميعاً
على كُـلِّ عَـينٍ هَــوانا أَضَــاءْ
تَـعالي فَــإِنَّ الــشِّتاءَ تَـمادىٰ
بِــبَردٍ يَــزيـدُ الــحَنينَ عَــــناءْ
تـعالـي وكـوني الـيَقينَ لِآتٍ
فما راحَ دونـكِ مَـحضُ افـتراءْ
تـعالـي فَـليليَ دونَــكِ عُـمرٌ
طـويـلٌ ، عَـقيمٌ ، أنـينٌ ، شقاءْ
أحـبُّكِ وَحــدَكِ جـدّاً وَجـدَّاً
وَجـدَّاً يَـفوقُ حُــدودَ الــوَلاءْ
تـعالي وَضُمِّي الـفُؤادَ وَكـوني
كَـنَسمَةٍ صَـيفٍ بِــدِفءِ الِّلـقاءْ
التعليقات مغلقة.