” ضِرس وضَروس” بقلم. عبد الحميد سحبان
فرت أرنبة أنفه بجلدها عند اشتداد موجة العطس. قطع لسانه الطويل ذهابا وإيابا بحثا عنها. لم تنفعه عينه اليمنى المزينة بالبياض الخالي من العيوب. باغته ندف ريق كثيف من شفتين لا يهدأ لهما بال. مسح بيديه على وجهه المطل من عنق الزجاجة. خانته أخمص قدميه، عاد أوداجه واغتسل بحمام ساخن من الدم. ركب رأسه حيث تقر عينه، وأنصت لطنين أذنيه الحاد مستمتعا بشرب كأس من العرق البارد، سأل قلبه معاتبا وهو يقرأ أخبار كفه المرتعش، ورائحة فمه المنتشرة تشهد على موقعة التسوس الضَّروس التي حصدت جل الأسنان. هل ضاعت منى كما ضاعت كل الضروس؟.
التعليقات مغلقة.