بقايا حب بقلم هدى وهبة
جميلة هي ..بل شديدة البهاء..إطلالتها تسلب العقل والقلب معا
شبت على وجوده يسكن عمر قلبها ..لا تدري أي يوم هو الذي بدأ فيه قلبها يدق بحبه..معلنا الولاء..يرفض أي بديل يحتل وجوده
كل الذي تدريه هو أنه…عالمها الذي لم ولن تعرف سواه…
عشقها هو منذ الطفولة وشب على حبها الذي امتلك عليه مابين أضلعه…هي من عائلته..أواصره تأبى أن تعترف بتلك القرابة..بل هي أكثر من ذلك إنها كل مايربطه بالحياة…ملك قلبهاوحواسها بحبه تهواه هي ولاتود سواه رفيقا لعمرها..تراه ولاترى غيره في دنياها..عاهدت قلبها أن لاتكن لغيره..ودعت ربها
أن يحقق حلمها..وكان لها ماتمنت وحلمت به…
تحقق الحلم بوثاق ابدي..كما تمنيا وتعاهدا..مرت السنون واذدادت السعادة بالأبناء…..أخرهم تلك الوليدة الرضيعه..لم يكن من شيء يعكر صفوهما إلا بعض لفحات الصيف الحارة..التي تأتي من بعدها نسمات الربيع الملطفة للأجواء..فيعود الحب سريعا بعدها حاملا معه عطوره الفواحة..
كان كل مايؤرق سعادتهما ..امها التي تقيم بالقرب منهما وتقوم هي علي رعايتها
فهي وحيدتها..تخشي دوما عليها لكبر سنها..ولم لا؟؟ إنها ذات الفضل الكبير في حياتها وهي من وقفت بجانبها وساندتها حتي توج هذا الحب بالزواج .
….مرت أعوام… أطلت الهموم برأسها بعد أن ازدادت الاحتياجات وضاقت سبل العيش..قررالحبيب أن يسافر للسعي في زيادة العيش..ولكنها..
هاهي ترفض أن تترك امهاالتي أبت هي الأخري ان تترك بيتها ودارها..وذكريات عمرها..وطلبت من ابنتها الرحيل مع زوجها…هكذا هو العرف ..وحقه عليها أن ترافقه اينما كان .
يفترقان..
وتتمسك بطفلتهاالرضيعة ..ينشق الكيان ..يرحل مع باقي ابنائهما تاركا لها حبه و الرضيعة..تنقسم روحها..ويتشتت عقلها..تتمزق اوردتها..وتمر السنين والعمر…تشب طفلتها ..وتسألها ذات يوم ..لم كان الفراق ياأمي؟ ترد الأم :
لم و لن احب سواه ولم يوجد في الدنيا من هو مثله…..
يتزوج هو وينجب وتظل هي رابطة علي ماتبقى منه في قلبها
..تغلق كل باب يفتح لها كي تبدأ حياتها من جديد..اما هي اعتبرت ان حياتها توقفت إلا عن رعاية صغيرتها .إنه العهد الأبدي الذي لم ولن تنقضه.
كلما جمعتهما مناسبة من مناسبات العائله…فرح ..عزاء. كانت تشعر به يتابعها بعينيه..تشعر بقلبه يطوف حولها..كانت كلما رأته تحاول أن لاتشعره بانها هي الأخري
تراقب خطواته بطرف عينها ..
يدق بابها ذات يوم…..إنه ..هو !!
اتى طالبا عودة الوصل والود ..تطير فرحا ..يتراقص قلبها….كادت أن يغشي عليها من الفرح..إنه حبيب العمر الضائع ونصف قلبها الذي انشق وفارق منذ زمن بعيد ..هاهو عاد يطرق بابها من جديد.تهدأ من عاصفة شوقها للحظات وتتمالك ذاتها. اغمضت عيناها..حابسة ادمعا تصارعها كي لاتسقط.. ويفتضح امر ضعفها فينكشف قناع القوة المدعاة..
تشيح بوجهها بعيدا عن عينيه ..تتماسك قائلة بقلب ذبيح :
لم افترق حتى اعد.
التعليقات مغلقة.