موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

بقعة ضوء.بقلم.محمد كسبه

489

بقعة ضوء.بقلم.محمد كسبه

في ليلة من ليالي الصيف ، في بيتها البسيط ذو الطابق الواحد المبني بالطين عند أطراف القرية ، جلست على سىريرها تذكرت أحداث الماضي ، صراخ و ضحكات و لعب أطفالها الصغار ، نظرت إلى القفص المعلق في العمود في وسط البيت ، الذي ترقد فيه الحمامة البيضاء على فرخيها و يقف وليفها بكبرياء على حافة القفص ، تذكرت ضحكات طفلتها الصغيرة حين كانت تضعها داخل القفص و تهزها يمينا و يسارا حتى تخلد للنوم ثم كانت تتابع أعمال المنزل .
الأصوات كلها هدأت من حولها ، فتحدثت إلى نفسها ، دار الزمن و تبدلت الأحوال ، هذا البيت الذي كان يعج بالزوار من الأقارب و الجيران خاصة في ليالي الأعياد و في المناسبات ، أصبح الآن خاويا لا يسكنه احد غيري ، أقضي يومي في تربية الطيور و رعايتها و زراعة قيراط الأرض المجاور للبيت ، الحمد لله على هذه النعمة .
التفتت إلي الطبلية و لمبة الجاز التي تعلوها ، حيث كان يلتف أبناؤها حولها للمذاكرة ، هزت رأسها كأنها تشكرهم علي المساعدة .
ابتسمت حين تذكرت صابرين ابنتها و هي تضمها إلى صدرها بعد مناقشة الدكتوراة و انسجمت مع الحوار الذي لا تنساه أبدا.

أمي احبك جدا ، كنت أتمنى أن يكون والدي معي في هذا اليوم .

‏حبيبتي بارك الله فيك و رحم والدك رحمة واسعة ، أنت صغيرتي المدللة المحببة لنا جميعا ، كل إخوتك يفتخرون بك ، جميعهم في مراكز و وظائف ممتازة و أصبحوا شخصيات مرموقة في المجتمع و أنت كذلك ، أنا افتخر بكم جميعا ، ابني الأكبر عادل أصبح الآن مستشارا و ياسر أصبح طبيبا جراحا و منير مهندسا معماريا و عصام أصبح مديرا لأحد البنوك .
الله وحده يعلم كم كنا شرفاء و مكافحين و لا نقبل الحرام و ملتزمين في العبادة ، لقد كرسنا حياتنا لأجلكم ، رغم بساطة حياتنا و قلة ما كان في إيدينا إلا أن الله أكرمنا فيكم فأنتم أعظم كنز في حياتي .

نعم يا أمي لقد كنا فقراء جدا ، ألا تذكرين يا أمي في أيام العيد كان عادل و ياسر التوأم لديهم بيجامة واحدة يبدلونها معا ، حتى والدي كانت تمر عليه أعوام دون أن يلبس جديدا ، و أنت كذلك ، لعن الله الفقر يا امي .
لماذا يا حبيبتي لا تتركين هذا المنزل القديم ، المسقوف بسعف النخيل و القش ؟ و تأتين معي في شقتي أو تعيشين مع أخي عصام في الفيلا ، كلنا لدينا بيوت و شقق فاخرة و أنت ما زلت في هذا البيت المتواضع هذا لم يعد مقبولا ، لقد أصبحنا أثرياء .

لا يا صابرين أنا أعشق هذا البيت البسيط ، ففيه قضيت أجمل أيام عمري مع والدك ، فأنا أحتفظ فيه بكل مقتنياته ، ملابسه ، نظارته ، سبحته التي تضيء في الظلام ، سجادة صلاته ، مصحفه ، أنا أشعر بروحه في كل ركن في البيت .
تخيلي يا صغيرتي أخوتك المستشار ، المهندس أو الدكتور حين ينتاب أحد منهم القلق ، الاكتئاب أو الأرق ، يأتي و يستريح و ينام على القفصين الجريد سريري .
نهضت من على السرير و فتحت المذياع المعلق بمسمار على الحائط على إذاعة القرآن الكريم و نظرت إلى كل أرجاء البيت بتمعن و حنين كأنها تودع المكان .
نظرت أم عادل حولها ، وجدت بقعة ضوء تحيط بالسرير بالكامل ، تأملت ضوء القمر المتسلل إلى وجهها عبر ثقب في ثقف البيت ، نظرت للقمر فرأت زوجها الشيخ حسن يبتسم ، ابتسمت له و تمددت على السرير ، ثم زفرت أخر أنفاسها و أغمضت عينيها .

التعليقات مغلقة.