بكاء جبروت بقلم طلعت العواد
يقف متباهيا بقوته. جسم مشدود . عضلاته تبرز كصدور النساء. ليس هذا فقط . أفدنة هنا وهناك . لحظة واحدة . كرشة نفس لازمته . حرارته فاقت الاربعين. بحثوا عن طبيب هنا وهناك . الرد واحد للجميع . المستشفى عزل . لا تقبل كشف . كل العيادات مغلقه . تأوهات تنفجر من صدره . أنقذونى . أنفذونى. خذومالى كله. إنه مكتوم النفس. دموع إنهمرت منه كطفل فقد أبويه . التف الجميع إليه . والكل غير مصدق . هذا الرجل بكل جبروته يبكى ولا يجد من يهدىء ألمه . ماذا نفعل نحن الغلابه. المرض غول يلتهم الكل ولا يحرج من قوى غنى مهما كان عزه.
فى زحمة البحث عن بصيص أمل يرفع ذله . أخيرا عثرواعلى طبيب متخف خلف كمامته .يهم بالانسحاب بسيارته. استعطفوه كى ينقذ الرجل. رق قلبه لبكائه . من حقيبته الخاصة أخرج سماعة تحسس بها صدر الرجل. ونتش روشته تحمل اسمه وعنوان عيادته . كتب ثلاثة أنواع من الأدوية . أمره بإلزام المنزل والعزل . ومتابعته بعد ثلاث ليال . مازالت الحرارة مرتفعة . فى المنزل قالوا الساخن الساخن . أقصد الخط الساخن . ساعة من للاتصالات أخيرا ردت سيدة أخذت البيانات . ومقاس الحرارة وقالت سأتصل بكم بعد نصف ساعة الساعات تمر أتى الليل ولم ترد. حاولوا مرارا فى اليوم التالى قالت إلى الحميات اتجهوا. على باب المستشفى مئات الحالات بالخارج . الباب مغلق . من الصباح حتى المغرب وهم على الباب فى الشارع . من شدة الألم وعدم التحمل . اتصلوا بنائب الشعب.أدخلوه الاستقبال مكث ست ساعات تحت الملاحظة . أخذوا ثلاثة تحاليل له وأشعة . كتبوا له عدة أدوية . والرد لا يوجد مكان فى المحافظة لك . الأسرة ممتلئة . إلزم بيتك .الرجل فقد الأمل فى الحياة . أحس أنه لا شىء . شريط حياته يمر سريعا أمامه كساه الندم. ليته ماظلم ليته ما كنز مالا ماقيمة ما فعله . لاشىء.
فى المنزل تابعة أطباء اليوم الواحد ألاف من الجنيهات . وتحاليل بالآلاف . بعد أسبوعين تحسنت حالته . استنشق هواء بشده . مر من أمامه فقير يستعطفه ثمن طعام لأولاده . أزاح بوجهه عنه
وعاد لسطوته مرة أخرى
طلعت العواد
مصر دمياط مدينة السرو
التعليقات مغلقة.