بلاغة الترتيب في الدعاء : “اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى” بقلم محمد عبد الرحمن كفرجومي
بلاغة الترتيب في الدعاء : “اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى” بقلم محمد عبد الرحمن كفرجومي
السلام عليكم..
لا أدري لماذا فكرت مليًّا في هذا الدعاء الوارد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين..
فكرت في ترتيب ألفاظه فأدركت سبب هذا الترتيب وكيف يجب أن تأتي كل لفظة بعد الأخرى أو قبلها. ولو لم يكن هذا الترتيب لشعرت بنوع من التناقض وابتعاد عن الحكمة والبلاغة، وحاشاه عليه السلام من ذلك..
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم..
(اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) أو كما قال عليه السلام.. طبعُا لست متخصصًا في دراسة البلاغة النبوية ولكن كوني أفهم العربية بشكل جيد..
لاحظتُ أن الهدى جاء قبل التقى لأن لاتقى دون أن نهتدي .. وعندما نصل التقى لابد أن تغمرنا العفة التي جاءت قبل الغنى ، والغنى يحتاج إلى العفاف حتى لاينزلق صاحبه إلى مهاوي الفساد والرذيلة ..
أما الهدى والتقى كلاهما فقد جاءا قبل العفاف والغنى ليحصل العفاف بسببهما وينضبط الغنى بما سبقه من صفات في هذا الحديث الشريف..
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم..
فإذا اتصف المرء المسلم بهذه الصفات الأربع فقد وصل إلى سعادة الدنيا ومنها إلى سعادة الآخرة..
لذلك جاء في آخر الدعاء( والفوز بالجنة والنجاة من النار) فلافوز بالجنة ولانجاة من النار إلا بعد تحقيق هذه الصفات الآنفة الذكر والغنى قد لايكون مالًا ويمكن أن يكون غنى النفس والقناعة بما وهب الله تعالى كثيرًا كان أو قليلًا..
جعلنا الله تعالى من الموصوفين بالهدى والتقى والعفاف والغنى وجعلنا من الفائزين بالجنة والناجين من النار.
التعليقات مغلقة.