بلفرد صدوق جمال يكتب شعر عمودي من السريع : اسقِ الورى بالحبِّ كالساقيَةْ
اسقِ الورى بالحبِّ كالساقيَةْ
تسقي الثّرى و الزّهرَ و الرَّابيَةْ
كنْ في حياةِ الآخرينَ ندًى
كنْ نغمةً ، كنْ نسمةً ساريَةْ
فالحبُّ في حياتنا نعمةٌ
و رحمةٌ لا تنتهي باقيَةْ
الحبُّ ما قدْ كانَ في ثروةٍ
لا يشترى الإنسانُ كالماشيَةْ
و لا يباعُ مثلما سلعةٍ
في متجرٍ مَعروضة باديَةْ
أو سَمْسَرَاتُ تاجرٍ حاذِقٍ
يُقَلِّبُ الأسعارَ في ثانيَةْ
أعطِ القلوبَ الحبَّ في صفوة
تأْتك أرواحُ الورى ساعيَةْ
يا أيّها الإنسانُ في شكلهِ
النّاسُ في أخلاقها الناهيَةْ
لا نُضْمرُ الإِضْرارَ في خسَّةٍ
و الحبُّ نُبديهِ سمَا صافيَةْ
و الجوْفُ مسمومٌ بحبّ الأذَى
و الحبُّ إلَّا لفظةٌ جافيَةْ
11.لو عاشَ كلُّ النّاسِ في رحمةٍ
ما كانَ فرعونٌ لهمْ طاغيَةْ
ما كانَ قابيل اخًا قاتلًا
و لا حروبًا للورى جاريَةْ
و لا فقيرًا أو ذليلًا لهمْ
و ربّما قارونُ كالدّاعيَةْ
و ربّما النمرودُ في حكمهِ
ما جارَ يومًا بالرؤَى الفانيَةْ
ما كانَ في الأيّامِ منْ ظالمٍ
يسبِي الصبايا أو لهُ جاريَةْ
يُبيحُ قتوَى القتلِ في جرأةٍ
يُحَوِّلُ الأثنى إلى زانيَةْ
ما كانَ في الأيامِ منْ تاجرٍ
يَبيعُ موتَ الطفلِ للطاغيَةْ
يَبيعُ أوطانًا بأحْمالهَا
يَقودهَا للبؤسِ للهاويَةْ
و يشتري الأعمار من أَهلهَا
فلا سعادةٌ لهمْ باديَةْ
و يسرقُ الأَفراحَ منْ ثَغرهمْ
ما خلَّ إلَّا بسمةً باكيَةْ
و ساقَ أهوالًا و أحزانهَا
بلا ضميرٍ قادهَا آتيَةْ
إنْ ضاعَ دينُ الحبِّ بينَ الورَى
فيَا لهَا منْ نكبةٍ ضَاريَةْ
و يا لهَا منْ عيشةٍ في الدّنَا
إنْ لمْ تكنْ بالحبِّ و العافيَةْ
التعليقات مغلقة.