بنت قلبي …شعر فصحى بقلم إبراهيم شافعي
وتعلم جارتي ما في القلوب
وإن نظرت عيوني للسحاب
وأضحك والقلوب لها أنين
ودمع العين يدفق بانسكاب
أسمِّي جارتي شمسا وإني
إلى دفء الشموس لفي انجذاب
وإني في ربيع العمر كهلٌ
وكم حن الشيوخ إلى التصابي
مصائب من يعيش الدهر شتي
وإني والهوى فيه مصابي
وتسأل عن مصاب القلب ليلى
ويفقد خافقي فيها صوابي
أقول وقد يفيضُ إليك وجدي
وقد بلغ الهوى فيها نصابي
وتعلم أنني أهوى سناها
وأدنو من حبيبي من سراب
فما ذنبي إذا أحببت خلي
وخلي عن هوايَ لفي اغتراب
وكم ينأىٰ الهوىٰ عن قلب صب
كما نأت الثريا بالسحاب
أعود وما ملكتُ زمام قلبي
كمن فقد الأحبة بانتحابِ
وأسأل عن فؤادي أين منها
يعود الصمت منها بالجواب
أعذب خافقي في مقلتيها
تبادلني عتابيَ بالعتاب
وترسم إن أهلت بعض ود
ويبقى ودُّها رغم الغياب
أميلُ بناظري عنها اتقاءً
مخافةَ أن تحرِّقها شهابي
وما مكثي جوار البيت إلا
محبة إن أراها في اقتراب
تقيدني البلاغة عن بيان
كحاجة أبكمٍ فصل الخطاب
أراها إن تدلَّى الليلُ سرا
وتمنحُ خدَّها شهد الرضاب
إذا أرخىٰ الكرىٰ منا جفونا
تذلل ما تمنع من صعاب
تضم حبيبها للصدر شوقا
ويمنع حرَّها بردُ الثيابِ
وتمنح ما أتوق له بصحوي
وبعد الصحو عني في احتجابِ
ويصعب أن أبوح فلا تجبني
كمن يخشى السيوفَ على الرقاب
مللتُ من القريض فلا أراه
يسدُّ الجوع في زمنٍ عجاب
يبوح القلبُ و العينان شوقا
وزاد الصمت في نفسي اكتئابي
ويدرك خافقي منها قبولا
وتوشك أن تدق عليَّ بابي
وأحيانا تراوغني كذئب
فلا أدري الإساءة من صوابي
وأفصح عن يقين أنَّ خلي
ليعلمُ ما أخبيء في كتابي
وتعلم بنت قلبي ما بقلبي
كما تدري الظعينة بالركاب
وأخشى أن يولي العمر مني
فلا باحت وقد أفنت شبابي
التعليقات مغلقة.