(بيان حال)
للشاعر أحمد بدوى العميد
هَذِا بياني وفى طَيَّاته اللهَبُ
وذا وَعِيدِى إذا لَمْ يُرضِكَ الأدَبُ
أنا الذي قال أهْلُ الشِّعرِ عَن لُغَتي
ضَربُ الرِّصاصِ فلا خَوْضٌ ولا لعِبُ
أنا الذى قالتِ الأعرابُ عن كَلِمِي
بُزوغُ نَجْمٍ لَهُ الأمْجادُ تَرتَقِبُ
يا قابَ قوسينِ وَزْنُ الشِّعرِ في خُسُرٍ
وَنَبضُ قلبكِ قَد يَحيَا بِهِ الأَرَبُ
ما كَانَ هَجرُكِ للفرسانِ مَكْرُمُة
وَكُلُّ فِعلٍ يُهِينُ النَّفسَ يَغتَرِبُ
ولا تَقُولِي أتاهُ الشِّعرُ مِن وَلَهٍ
وَغادةُ القلبِ رُؤياها لَها العَجَبُ
مَا كَانَ لِلشِّعر مَأْوًى فِي صحائفه
فَقَالَتِ الشعر فِيكَ الآنَ يَلْتَهِبُ
أَنْتَ ٱبْنَ رُؤيَا فَثِقْ بِالله وَٱرضَ بِهِ
وَدَعْ هَوَاكَ إذَا ما انْتَابَكَ الغَضَبُ
لَمَّا حَباهُ إلَهُ الْكَوْنِ مَوْهِبَةً
دنَت إِلَيهِ مَتُونُ الشِّعرِ تَحتَرِبُ
وَصَفْوَةُ العلْمِ والآدابِ مَطلَبُهَ
سيُبْدِلُ الله حَالًا كَادَ يَقْتَرِبُ
لَيْسَ الفَقِيرُ بِنَقْصٍ فِي خَزَائِنِهِ
كَفَاهُ عِزًا بِذِكْرِ اللهِ يَكْتَسبُ
فَأَطعِمِيهِ مَنَ الألفاظِ أصغَرَها
وَأَشْرِبِيهِ حَدِيثًا ما له طَلَبُ
وَنَاوِلِيهِ كُؤوسَ السُّمِّ في عَجَلٍ
لَكِنْ بِرَبِّكِ لَنْ يُثْنِيهِ مُنْقَلَبُ
حَسَمْتُ أَمْري بِأنَّ الشِّعرَ خَاصمَنِي
قالتْ بِحَرفِكَ إنَّ السِّحرَ ينسَكِبُ
فاسْتَنْهِضِ العَزْمَ إنَّ الشِّعرَ مَلْحَمَةٌ
فِيها المُروءَةُ بِالفِرسانِ تَنْتَقِبُ
مَا ضَرَّكَ الكَلْبُ أنْ يَهجوكَ في نَهَمٍ
بَلِ المُصِيبَةُ أنَّ الأُسْدَ تَعْتَطِبُ
فَقُلتُ مَهْلًا فإنَّ الصَّمتَ يقتُلُنِي
قالَت بِصَمْتِكَ تكوِى النارُ والشُّهُبُ
وَحَسبُكَ الله إنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ
أَيَا عميدا رَمَاكَ المَجْدُ والنَّسبُ
حَباكَ رَبُّكَ حَسنَ القَولِ فِي حِكَمٍ
أنْتَ ٱبنَ رؤيا مِنَ القُدُّوسِ لا كَذِبُ
لَمْلِم جِرَاحَكَ ياٱبنَ الأصل في عَجَلٍ
وُكُنْ صَبورًا إذا اشْتَدَّت بِكَ الكُرَبُ
بَيَانُ حَالي إلَيكِ الآنَ أنزٍفُهُ
يَا دُرَّةَ العُجْمِ رَامَت وصلَكِ العَرَبُ
إنِّي ٱفْتَدَيْتُكِ رُوحًا لَسْتُ أمْلِكُهَا
يا قَابَ قَوْسَينِ لا صَمْتٌ ولا صَخَبُ
التعليقات مغلقة.