موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

بيت الرعب..قصة قصيرة لرضا يونس و رؤية لوليد مجدي

187

بيت الرعب..قصة قصيرة لرضا يونس و رؤية لوليد مجدي


بات لغز انقطاع التيار الكهربائي عن القرية منذ أيام عند منتصف الليل، أمرا غريبا.. فهو آخر موعد إطلاق تلك الأجساد المنهكة إلى أسِرَّتها التي تتوق لعناق يجدد تلك الدماء التي تشبه جلابيبهم..حاول الكثيرون إجلاء سبب انقطاع الكهرباء دونما الحصول على ما يشفي نهمهم صوب ذاك الغموض..المدهش أن القرى المجاورة لم تحرم تلك الشحنات بنوعيها؛ لتحيط الظلمات ببقعة سوادء هي القرية..بعض الذين يغالبون النوم ليلا،سعيا لتغيير ناموس الكون ..يستمعون لوقع أقدام ثقيلة..ظنها بعضهم أشباحا وعفاريت تطوف القرية ليلا ..تناقل هؤلاء الخبر ،ولأول مرة لا يتجاوز القرويون في نقل الحدث ،ربما لأن الأمر هذه المرة جلل..لا يتعلق بمجرد إشاعة يلوكها أحدهم بفيه، فيتناقلها خريجو مدرسته الذين يجوِّدون، فيتفوقون على معلمهيم..انتشر الخبر في القرية..قاوم بعضهم الأساطير ردحا من الزمن، غير أن حكيم القرية أخرج من حقيبة يخفيها في سندرة بيته الطيني أوراقا بالية، أصابها صفرة، لا تحتاج خبير مطبوعات أثرية؛ ليحكم على أنها أكل عليها الدهر وشرب، مر عليها مالايقل عن نصف قرن..اجتمع زعماء القرية في فناء الحكيم، الذي اُُشْتُهر بين قومه بأبي العريف، وقد امتطى مقعدا خشبيا سميكا، يعلوه قوس مذهب نصف دائري يشبه التاج..يقرأ الحكيم فقرات من مذكرات جده :
منذ سنوات كان محمود يعمل أجيرا لدى عمدة القرية مقابل قروش ضئيلة ، ومحمود كان شابا فقيرا ..وسيما حد الهوس أصابه عرج في ساقه اليسرى، غير أن هذه العاهة لم تمنع افتتان فتيات القرية به..وخاصة (إخلاص) ابنة العمدة التي وقعت في غرامه..شغفها حبا ..لتمنت أن تفوز به قبل الأخريات..ظلا يلتقيان سرّا عدة شهور ..شاهدهما شيخ الخفر الذي لم يخف الأمر عن سيده..أُلْقِيَ القبض عليه ..عُذِّبَ في محبسه..وضعوا وساقة العرجاء في زيت ينفجر غليا ليومين..تفنن زبانية العمدة في تمزيق جسده عن قلبه الذى هدم الجدار الفاصل والصامد لقرون؛ ليحجب هؤلاء العبيد عن هواء أسيادهم غير الملوثة بالمساواة..أقبل كبير السجانين يحمل فأسا روماني الصنع ، وما هي إلا ثوان حتى سقط حدها المسنن فوق كتفه اليمنى فاصلا ذراعه الطويله عن كتفه الصغير بمهارة، سقط بعدها مغشيا عليه عدة ساعات ،حملوه بعدها إلى خليه النحل الذي تغذى على نزيفه ..وجده وجبة سائغة، سهلة الهضم حلوة المذاق.. لم لا وهو فائق الوسامة؟! غير أن الملكة امتنعت عن الوليمة،فهي لا تتناول لحوم العبيد ..
لم يحتمل محمود اختلاط دمه بالشهد .. قضى نحبه بعد يومين ، ياله من درس للعبيد، ألا يتجاوزوا كسرة خبزهم التي يلقيها أسيادهم على أرض خذلانهم…
يتنقل الحكيم بين مذكرات جده التي أشاعت جوا من الرعب والرهبة، فيقول : عقب اغتيال العبد يستيقظ شبحه حاملا فأسه الروماني الذي جعلوه رفيقا في حفرته ..يغادر هيكله كل خمسين عاما في الليالي القمرية لمدة ثلاثة شهور؛ فيحجب نور القمر عن ليالي بدور القرية؛ ليبقي هؤلاء تحت احتلاله ..فقط أهل القرية من يغطون في ظلام حالك..بيد أن القرى المجاورة تنعم ببريق القمر الفضي الحر ..
يقرأ الحكيم فقرة أخيرة من مذكرات جدة: تقول الأسطور أن لعنة محمود حلّت على القرية، حينها يخرج شبحه بعد منتصف الليل يبحث عن نسل من اغتالوه ..وقد يعترض طريق من يردد اسمه أربع مرات ..يتابع الحكيم ناصحا رواده : فاحذروا أن تنطقوا اسمه أربع مرات..
يمكنكم أن تقولوا محمود مرة واحدة ومرتين وثلاث مرات ، ولكن احذروا أن تقولوا محمود أربع مرات…ساعتها سيحضر محمود ومعه فأسه الروماني يبتر بها الرءوس….صمت الجميع على صوت تلك المذكرات وهي تصدر صوتا مرعبا على وقع إغلاق الحكيم لها…أطرق الجميع لدقائق، كأنهم قد دخلوا بيت رعب تتقاذفهم فيها فأس ذاك العبد المعكوفة ..استفاق الجميع على شخص ينادي بأعلى صوته،: محمود ويتعالى الصوت ثانية :محموود..وثالثة: محمووود.والجميع يهرول كعدائِي مسافات قصيرة،لا يكتفون بالفوز بل بتحطيم الرقم القياسي للقفز على ذاك الفم الذي أوشك على الضغط على الزر النووي للفناء..متجمعين على فيِّ المنادي، متذللين إلى صاحبة ألا يتم الرابعة ..نتوسل إليك..دعنا نعيش ..خذ ما تريد..خلي بيننا وبين الحياة.. لن يرحمنا..
استهجن المنادي مصطلحات هؤلاء المغيبين الغامضة .لم يعرهم اهتماما..سبق السيف العزل دفعهم عنه وصاح :محموووود!!!
انبطح الجميع على الأرض،مستسلمين لقدرهم..
من بعيد يأتي صوت يهرول : أأمرني يا بشمهندس
-اذهب إلى الكشك الرئيسي لتوصيل الخط الفرعي للقرية، فلقد فصلت الشركة الكهرباء عنها أسبوعا، كخطوة استباقية تأديبية، حتى لا يتأخر أهلها عن دفع فاتورة الكهرباء بزيادتها الجديدة كما المرة السابقة..

رؤية دكتور وليد مجدي

انتقال حاد من التشويق الي المرح و من فانتازيا الخرافة الي فانتازيا الفكاهة
بداية قوية و تشويق من قلم مبدع يعي ما يفعله حتي انه يحسب كل خطوة حتي في عدد الكلمات ففي حديث ابو العريف ستجد عدد كلمات محمود ٣ كلمات كما وصاهم (يمكنهكم ان تقولوا محمود مرة او مرتين او ثلاثة و لكن لايمكنكم ان تقولوا محمود اربع مرات فساعتها سيأتي محمود).
أما عن وصف البيئة جعلني و كأنني اري مشهدا مكتمل الديكور
فالوصف كان بديعا في القصة
لا اجد ما يعيبها صراحة
دمت مبدعا اخي الغالي

التعليقات مغلقة.