بيت المرايا العجيبة…

حنان العشماوي

لا احب المرايا بل أخافها خوفاً لا أعهده في نفسي ابداً
قديما سمعنا حكايا الجدات ان من يطيل النظر في المرآة يصاب بالجنون
كما ان أسطورة نارسيس الذي عشق صورته المنعكسةفي مياه بحيرة صافية ظناً منه انها لجميلة تسكن قاع البحيرة فما كان منه إلا ان قفز خلفها هي إحدى الأساطير القديمة الراقدة في أعماقي
لذا فإن مجرد نظرة سريعة تكفي لمراجعة الهندام قبل الخروج
منذ فترة ليست بالبعيدة دعتني إحدى صديقاتي لمرافقتها واولادها إلى إحدى ملاهي القاهرة وبما اني لا أتعاطى وأي شئ يعلو وينخفض دون ان تكون لي كامل السيطرة عليه تركت الاسرة تمرح في المكان وجلست لتناول فنجان من القهوة
استرعى انتباهي اصوات ضحكات من مكان قريب حانت مني التفاتة فإذا بمكان وعليه علامة مكتوبة بيت المرايا
تُرى ما يضحك الجميع غلبني حب الاستطلاع وقررت الدخول ربما وجدت ترياقاً لا شعورياً يتغلب على خوفي من النظر فى المرآة
وهكذا
دفعت التذكرة ودخلت
انها مرايا في كل كمان لكنها مختلفة مرة الرقبة اطول من الزرافة وأخرى بلا رقبة ، مرآة اجدني اشبه القلم الرصاص وأخرى في حجم
سيد قشطة لم أجد نفسي في أي مرآة منهم لكني ابتسمت لكل واحدة
جميل ان ترى نفسك في احوال مختلفة لتحمد ربك على ما انت عليه من صورة
اعتقد انني عالجت نفسي من رهاب المرآة فأصبحت احيانا اطيل النظر إليها واحيانا أُخرى أُحادث نفسي من خلالها وأقوم بالرد على كلامي في ذات اللحظة
تُرى هل منكم من يعرف علاج لهذه الحالة ……