بينونةٌ كبرى شعر د. ريهان القمري
يا بنتَ حمقٍ ما رأيتكِ مطلقا
كالعارياتِ على جدارِ الجوجلِ
إنِّي اشتهيتُ منَ الصبايا فتنةً
حتى أُسِرتُ بكلِّ طرفٍ أكحلِ
ودفعت مهرا من كلامٍ مُسْكِرٍ
فسقطن فورا في شراكِ تغزلي
مالي أرى كلَّ النساءِ جميلةً
وإلى الأنوثةِ عاز َ ثوبُكِ فارحلي
إني أطلقُ بؤسَ عينيكِ التي
حطتْ على نفسي ولم تتحملِ
شهرانِ مَرَّا و الأسى في قَلْبِها
زَفَّ المواتَ إلى الضلوعِ العزَّلِ
متفلسفاً أضحى إليها رافعا
راياتِهِ البيضاءَ فوقَ القسطلِ
المرةُ الأولى وإني آسفٌ
عودي إلى زوج ٍ مُحِبِّ أعزلِ
عادت فعاد مكررا غزواتِه
بين البغايا في شعابِ الجوجل
البيض و السمر المئات أرادهنَّ
ولم يخفْ ربا ولم يسترجلِ(م)
وتكررتْ طلْقاتِهِ تلك التي
بانت بها عن أمره المستفحلِ
لكنه أمسى يساومُ سائلاً
شيْطانَهُ عنْ وضعِهِ المتبدلِ
كيف السبيلُ لعودةٍ بعد النوى
والمستحيلَ بنيتُهُ بتعجلي؟!!
لا بد أن أجري إليها مسرعا
وأردها مستنجدا بمحللِ!!!
وإذا الحلال حرامه بينونةٌ
و إذا الحرام حلاله من أولِ!!!
كُتِبَ الكتابُ وبالصداقِ تقاسما
بينونةً موصولةً للموصلِ
وجدتْ شريكا للحياةِ ببيتها
دخلَ الغريبُ بأمرِ ربِّ المنزلِ
وإذا به يدنو إليها سائلا
عن عمرِها المسبوقِ ذاك الأولِ
قصَّتْ حكايتَها التي ظهرتْ له
و كأنها نفسُ الحكايةِ تنجلي
وتآلفا و توحدت كلماتهم
لَقِيَ الحبيبُ حبيبه لم يجهلِ
مد اليدين إلى يديها قائلا
يا نورَ روحي قد أتيتكِ فاقبِلِي
ضاعت سنيني باحثا عن مهجتي
يا كل شوقي للحياة فأنتِ لي
جمعت دموع جراحها في كفه
كاللؤلؤ المنثور فوق المخملِ
وإذا به يحوي اللالئ كلها
من بحر عينيها لبحرٍ مرسلِ
يشفي السنين جراحها ويمدها
بالحب بالنور البهي الأجملِ
لكنَّ عيدا لم يتم بهاؤه
حضر اللئيمُ إليهما ، بتذللِ
يستأنفُ القولَ القديمَ بِخِسِّةٍ
يدنو كشيطانٍ أتى بتوسلِ
وإذا بماضٍ في العيون رماده
حمل الرياحَ ليومِهِ المستقبِلِ
ثارتْ دموعُ الأمسِ تنشدُ زوجها
أن يطردَ الشيطانَ صاحت : فارحلِ
إني كسرتُ وثاق َخسٍ ساقطٍ
حمدا و شكرا للإله الفيصلِ
التعليقات مغلقة.