بيني وبينها بقلم هانى موسى
أصعب مشكلة واجهتنا دوماً أنا وأنت هى ذواتنا !
أعظم جبال لا تقوى الصعود فوق ربوتها هى الأنا !
والاعتراف هنا ليس نهاية مرحلة ضعف بقدر ما هو بداية حذو إلى سبيلٍ للقوة ، وتلك معضلة بل إشكالية السواد الأعظم منا هو الإعتراف والمكاشفة فى التقصير بدلاً عن تعظيم الأنا وهو نوع من الذكاء الشخصي يتميز به البعض دون الآخر .
يقول شكسبير “كل إنسان يريد أن يغير العالم من حوله ولا أحد يفكر فى تغيير ذاته”
..إن إحصاء مرات السقوط والعثرات المستمرة على تحقيق الأفضل فضيلة . وإذا كنا كائنات غائية معرفية جُبلنا على دافع الفضول والاستكشاف أليس من الأولّى إدراك أنفسنا قبل إدراك ما حولنا ؟
فلماذا تراجعت انا وأنت من منتصف طريق وطأته أقدامنا؟
وهل كانت وجهتنا صحيحة حين عدنا ؟ ألم يكن يستحق حلمك وحلمي أن نثابر من أجله ؟
ما الفرق بينك وبين شخص تفوق عليك ؟ اللهم ليس إلا بداية حقيقية مع الذات وإصرار على حلم تنازلت أنا وأنت عنه فناله هو بعزم وقوة ودون تردد أو يأس .
ولنا فى توماس أديسون المثال الحقيقي للإصرار وهو يحاول ما يقرب من مائة محاولة لاكتشاف المصباح الكهربائى فيثبطه المثبطون ويقولون له لقد فشلت كثيرا فيرد بأنه حاول والمحاولة ليست فشل ؛ فتصور معى لو سمع هذا الرجل لأصحاب الطاقات السلبية هل كان سيحقق أعظم اكتشافات العلم الذى تجلس تحته الآن لتقرأ هذه الكلمات؟!
لعلك مثلى افترشت الأرض يوماً ما.. ألم تر نملة تحاول حمل بقايا طعام و كلما سقط منها حملته مراراً وتكراراً ؛ فما بالنا أصحاب العقول ونحن نرفض حتى المحاولة لمرة واحدة !
…فى رحلة التلاقى مع الذات يجب أن نخترق متاريساً وتلالاً للتحدى وهو استدراك فاصل بين لحظتين فى حياة الأمم والشعوب لا فى حياة الأفراد وحدهم .
…حقاً ستبدأ رحلة واضحة على الطريق فى حياتنا لمواجهة العالم الخارجى نستطيع الإنتصار على همومه وعقباته مادمنا قد تسلحنا بدروعٍ من الصمود الداخلى ، وسيوفٍ من الارادة ، و سيكون للبقاء معناً وللحياة مذاقُ .
لذا… ابدأ من داخلك يكن لك ولو بعضاً مما تتمنى أن تراه لذاتك ، وما تحلُم به حولك .
التعليقات مغلقة.