بيني وبين المُنى خَوفي شعر /محمد إبراهيم الفلاح
١-أما كفاكَ غيابًا أيُّها الأملُ
تُداعبُ العينَ طَيفًا ثُمَّ تَنعَزِلُ
.
٢-صِرْتَ المُخيفَ بِطيفٍ باتَ يَخذِلُنا
لا طَيفَ نَبغيهِ إلَّا عَنهُ نَنْفَصِلُ
.
٣-مَدَدتُ لِلحُلمِ كَفِّي جاءَ يَقطَعُهـا
لا الأرضُ تَحْمِلُني.. لا الحُلمُ يَحتَمِلُ
.
٤-وَسَكَّرَ الخَوفُ في أوكارهِ بَصَري
مَهْما نَأيتُ النَّوى إيَّاهُ لا يَصِلُ
.
٥-يا مُقْتَفي أثَري عَنكَ النَّوى أَمَلٌ
قد جِئْتَ تَنزِعُ سِترًا فيهِ أعتَزِلُ
.
٦-مَنَحْتَ وِجْهَتَكَ الأولى إلى أمَلـي
مُنذُ انْصَهَرْتُ بِنارِ الخوفِ تَحْتَفِـلُ
.
٧-وَلَمْ تَزَلْ تَنْهَشُ الآتي وَتَخْنُقُـهُ
وَرُحْتَ تَنْسِفُ ما اليومَ ارْتَجى الوَجِلُ
.
٨-وَالآن يَقْـذِفُ فِيكَ الوَهْمُ بَذْرَتَهُ
لِيُطْلقَ الخَوفَ وَحشًا ما لهُ زَلَلُ
.
٩-أنَّى اتَّجهَتُ وَجَدتُ الخَوفَ مختصمًا
فَليسَ إلَّاهُ مِنهُ يَختَفي الأمَــلُ
.
١٠-كُلُّ الأماني عَنِ الإنسانِ ذاهِبَـةٌ
حتَّى تَجَذَّرَ خَوفٌ فيهِ يَعْتَمِلُ
.
١١-أحلامِيَ البِكْرُ مَنْ تَخشاهُ تَحْسَبُها
مِن كَظْمِ أوجاعِها بالدَّمْعِ تَغْتَسِلُ
.
١٢-أنا الذي ما قَضى في الأرضِ مِنْ وَطَــرٍ
بَيني وَبَينَ المُنى آمالُ مَنْ رَحَلــوا
.
١٣-عَنِّي نَأى ظِلُّهُ… يَمشِي الأسى قِبَلِـي
كما الذِّئابِ عَوى لَمَّا بَدا الحَمَــلُ
.
١٤-كَوني أنا آدَمًا أحْيا على قِيَــمٍ
وَأنتُمُ الجِنُّ.. مِثلي فيكُمُ الأُكُلُ
.
زَلَلُ: نُقصان
يعتملُ: مِن الفعل اعتملَ، بمعنى ثار واضطرمَ
الوطر: الحاجة أو البُغية
الأُكُلُ: الثَّمَرُ والحَبُّ في الأشجار والنبات
التعليقات مغلقة.