بين أزمتين …محمــد عبــد المعــز
انشغالُ العالم، بالأزمة الاقتصادية، المتوقَّعة، بعد الانتهاء من أزمة كورونا، يجمعُ عليه هَمَّين، الأول: الوباء، والآخر: الجوع، وكلاهما قاتل…!
وعلى هذا العالم، الذي بعدَ عن الإنسانية كثيراً، العودة إلى أصله، بالتكافُل، والتضامُن، كي ننجو ونُنجي، قبل أن تغرقَ السفينة، التي أصبحنا فيها جميعاً.
ولأن الأزمتين، مُرتبطان ببعضهما، فالتركيزُ يجبُ أن ينصبَّ على البحث عما يُجنِّبُ الإصابة بكورونا، ويُعالِجُ مَنْ ابتلاه اللهُ بها، وذلك شأنُ الأطباء والمراكز البحثية والعلمية.
وعلى الجميع، دعم هذه الجهود الطيبة، حتى ينجح مُخلِصو العالم، في تخليصه من أزمةٍ تُهدِّدُ بقاءه، بل جعلته على حافةِ الهاوية…!
ولا يعني ذلك، ترك الناس لأقدارهم، من دون الأخذ بالأسباب، بل لابد من وضع خُطط واستراتيجيات، لمرحلةٍ ستكونُ شاقةً على الجميع، إلا ما رحم ربي.
أما الصراخ من الأزمة الاقتصادية، قبل وقوعها، فسيُحْبِطُ الجميع، وقد يطيلُ أمدَها، إن لم نَحْسِبْ لها، ونحتسِب، لأن الأمر لمن بيده خزائن السماوات والأرض.
واللهُ أمرنا بالوقاية، كيلا نُصاب، وبالعلاج عند الابتِلاء، وذلك ينطبقُ على كورونا، وعلى الوضع الاقتصادي، لأن الهدف هو “الإنسان” الذي سخَّر الله له مَنْ وما في الكون.
وهذا الإنسان، قادِرٌ، إن أخلص لله، على الخلاص، والنجاة بنفسه، وبِـمَنْ وما حوله، لأن هذا دوره كسيد، ورسالته كخليفة، وقدره كإنسان، يؤثِّر ويتأثر.
علاجُ البشرية، من كورونا وتداعياتها الاقتصادية، الحتمية، وغيرها من الأزمات، يكمنُ في التغيير “إن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهم”.
ليس ذلك فحسب، بل بإفساح المجال، لأهل الذِّكر، من الأكفاء والخبراء، في المجالين الطبي والاقتصادي، وتوفير وسائل النجاة والنجاح لهم، وتقديرهم، مادياً ومعنوياً.
فبنجاةِ هؤلاء، ننجو، وبنجاحِهم ننجح، وذلك يجبُ أن يكونَ عِلمياً وعالمياً، بدلاً من الانكفاء على الذات، وكل منا يقول: “نفسي… نفسي” وكأننا في يومِ الحشر…!
الدولُ بحاجةٍ إلى بعضها، والناسُ كذلك، والتعاونُ واجِب، كي يرفعَ اللهُ عنا البلاء ويُزيحَ الغُمة، ويحلَ السلام بين الجميع، بعدما يؤدي كل منا دورَه.
الأملُ كبيرٌ في الخلاص، ووسائلُ العلاج، لا حَـصْـرَ لها، لكنها بحاجة، إلى مَنْ “يؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون”.
…………….
التعليقات مغلقة.