بين الاتحاد السوفيتي والمملكة بقلم د.أحمد دبيان
رغم الاختلاف الظاهري بين الاتحاد السوفيتي السابق والمملكة العربية السعودية الحالية ، إلا أن حجم التماس بينهما كبير جدا .
الاتحاد السوفيتي السابق جاء تمازجا بين ايديولوجيا حركية وضعها قائد ثورة البلاشفة فلاديمير لينين تطبيقا لنظرية اقتصادية سوسيولوجية فلسفية اسس لها الفيلسوف الاقتصادي الكبير كارل ماركس والذي لم تكن روسيا في نظره بمعيار تطور المجتمعات الصناعية بالمرشحة بالاساس لتطبيق نظريته وكان يعول اكثر علي انجلترا كمجتمع صناعي ان تكون مجالا للتطبيق .
كان نبي الثورة المسلح المنظر السياسي و الذي تم التخلص منه لاحقا هو ليون تروتسكي مؤسس الجيش الأحمر .وكان المنظر الحركي الأكثر واقعية وبراجماتية والمؤسس الفعلي للاتحاد السوفيتي كقوة عظمي جوزيف ستالين .
علي الطرف الآخر جاءت المملكة مزجا بين تأويل مذهبي متشدد للدين الاسلامي وضعه المنظر السياسي الديني الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتمنح الزخم الشرعي للفعل الحركي السياسي للأسرة السعودية.
وكما الثورات في مراحل مخاضها لم يأتي المولود كاملا الا بعد ابتسارات مرحلية مرت بها الحراكات في الحالتين .
جاءت الدولة السعودية الثالثة زخما لايديولوجيا التأويل لتنظيرات الشيخ والتي اعطت الزخم للفعل السياسي الحركي لحركة الاخوان ( اخوان فيصل الدويش ) كما ولد الاتحاد السوفيتي زخما لايديولوجيا التأويل للنظرية الأم من الأستاذ لينين ثم التلميذ تروتسكي لينتهي الامر في الحراكين الي صراع مسلح حسمت به البراجماتية الحركية معركة نفوذها باعتقال الأمير فيصل الدويش وتحجيم حركة الإخوان لتنتهي الي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي اعطت الغطاء الشرعي للتأطير السياسي والتي ظل نفوذها عظيما حتي دخول القوات الأمريكية بعد حرب الخليج الأولي .
ولتحسم البراجماتية الستالينية معركتها في تأسيس الدول والإمبراطورية السوفيتية بنفي تروتسكي واغتياله لاحقا.
جاءت حركة الاصلاح في حال الاتحاد السوفيتي لتكتب سطور النهاية في عمر الامبراطورية اليوتوبية السوفيتية ، فكانت اصلاحات خروشوف ونقده للحقبة الستالينية بداية النهاية التي افضت الي الجلاسنوست وألبير سترويكا جورباتشوف والتي عجلت بالإنهيار لامبراطورية يوتوبية جاء زخمها في فترات انغلاقها واعتمادها علي قوتها الذاتية لصنع امبراطورية صناعية تصدت للتمدد النازي ودحرته وصنعت لنفسها مكانة كقوة في عالم ثنائية القطب .
التعليقات مغلقة.