بين التجديد والتجريد…
محمــد عبــد المعــز
كُلنا مع تجديدِ الخطابِ الديني، لكن مَنْ يُجدِّد، ومتى، وكيف؟!
هل رأيتم طبيباً يُفتي، أو شيخاً يُجري عمليةً جِراحية مثلاً؟!
هل بمقدور الكهربائي، تركيب باب أو شباك، وهل يستطيع النجار إنارة بيت؟!
الله عزَّ وجل، وزَّع المواهب، على خَـلْقه، بحِكْمةٍ بالِغة، وبعَدْلٍ لا نظيرَ له، كي نتسانَد، ولا نتعانَد، نتكامَل ولا نتعادَل، نتقارَب ولا نتحارَب، لنعمُرَ الكون، وننعمَ بخيراتِه معاً.
حاجةُ كُـلٍّ منا لغيره، ضرورة، وحَقي عليكَ، يُقابِله واجِب، وإكرامكَ لي، يُحتِّمُ عليَّ ردَّ هذا الكرم بأحسن منه، أو على الأقل بمثله…!
ولو تركنا كل علم لأهله، لأرحنا واسترحنا، وكل مجال لاختصاصييه، لأبدعوا فيه، والدين ليس استثناءً في ذلك، كي لا يكونَ مَرْتعاً لِمَنْ هبَّ ودَب…!
ورغم كثرةِ الناعِقين، فإن هذا الدين له رِجال، أخلصوا القول، والفعل، والعمل، والنية، قادِرون على تجديدِ الخِطاب، بعيداً عن الخُطَبِ الرَّنانة، وشِعاراتِ الاستِهلاك العالمي…!
للدينِ ثوابتُه، وللشرعِ أحكامُه، وللفقهِ أصولُه، وللفتوى أهلُها، أما لاعبو السيرك، فإن كانوا لا يعرفونَ الْفَرْقَ بين التجديدِ والتجريد، فتلك مُصيبة، وإن كانوا يعرفون، فالمصيبةُ أكبر…!
…………….
التعليقات مغلقة.