بين الشك واليقين
محمد عبد المعز
…………….
تصلني، بفضلِ الله، كل يوم، رسائلُ عِدة، مِمَّنْ يحملونَ لي الكثير، وأُبادِلُهم بالأكثر، أُحييهم، فيتفضلون بِرَدِّ التحيةِ بأحسنَ منها، وتلكَ نِعْمَةٌ تَسْتَحِقُ الشُّكر.
الْـمُشكلة، أن مُعظمَ هذه الرسائل، نُسَخٌ من بعضها، وأحياناً تكونُ مُجرَّد “إعادة توجيه” بنصيحةٍ للوقايةِ من كورونا، أو تجنُّب الإصابة به، ويُشكرون عليها جميعاً.
أما الرسائل، التي تدعو لإرسالها إلى عشرة أشخاص، مثلاً، وتُبشر بخير عميم، والعكس، إن لم تفعل ذلك، فلا أصلَ لها، في الكتاب، ولا في السنة، كما أعلم، والله أعلى وأعلم.
ولأننا، في ظروفٍ استثنائية، علينا التواصي بالحق، والتواصي بالصبر، إلى جانبِ هذه الإجراءات، والتركيز على ما يجمعُ بيننا، ويوحِّدُنا لمواجهةِ هذا الوباء.
ولأن بيننا، بفضلِ مَنْ ألَّفَ بين قلوبِنا، ما يَسْمَح، أرجو التكرُّمَ بالتخفيفِ من هذا النقلِ السريعِ للأخبار، فالناسُ من الخوفِ من كورونا، في كورونا…!
ليُطمئن كُلٌّ منا غيـرَه، ويطمئن به، ويسأل عنه، ويدعو له، ويسأل اللهَ دوامَ الْـحُـبِّ فيه، والنجاة معه، في إطارٍ إنساني، يتجاوزُ المسافاتِ والمساحات.
الخاص نِعمة، ورَفْـعٌ للحرَجِ والخجَل، وذلك يُحتِّمُ علينا الاستِفادةَ منه بأكبرِ قَدْرٍ مُمكن، بتقديمِ كُلٍّ منا ما يستطيع، سائلاً اللهَ أن يكونَ خالِصاً لوجههِ الكريم.
كفانا هلعاً وتخويفاً، وشكاً في مَنْ وما حولنا، ولنضع الأمورَ في نصابِها، بالأخذ بالأسباب، وترك النتائج على الله، من غيرِ تهوينٍ ولا تهويل.
اطمئنوا، فلن يقبضَ اللهُ روحَ عبدٍ وفي الأرضِ حاجةٌ إليه، قوا أنفسَكم وأهليكم، وصِلوا أرحامكم، وعودوا إلى بارئكم، كي يَرْفَعَ البلاء.
لا تستهينوا بالدعاء، مع الالتزامِ بالتعليمات، والبقاء في البيوت، لأن اللقاحَ أو المصل، بأمر الله، قد يهدي إليه أحدَ خَلْقِه، ليُـريحَ البشرية، ويستريح مَنْ وما في الكون.
اتقوا الله، يجعل لكم من كورونا، ومن غيره، مخرجا، وسلوا اللهَ السلامةَ والعفوَ والعافية، وتعاونوا، وليحَـمِ كُلٌّ منا غيـرَه، ويحتمي به، واللهُ الهادي إلى سواءِ السبيل.
أما رسائلُكم، فهي زادي لمواصلةِ السير، وتعديلِ المسار، هي نقاطُ حُروفي، وعلاماتُ طريقي، ونورٌ أهتدي به، لأنني منكم وإليكم، وبكم ومعكم.
جمعنا اللهُ في الدُّنيا، على مَـحَـبَّـتِـه، وفي الآخِرة، في مُستقَرِ رحمتِه ودارِ كرامتِه، وجعلني أهلاً لبعضِ هذا الكرم، وعند حُسن ظن حضراتكم.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.