بين القلب والفؤاد بقلم أبو شمس سالم
يرى الجميع أن القلب والفؤاد إسمين لشئ واحد بنفس المعنى دائمًا.ولم يسأل مرة أحد نفسه ماهو الفرق بينهم ؟فلماذا اذًا ذكر القرآن الكريم القلب والفؤاد في آية واحده إذا كانوا بنفس المعنى..اليكم بعض ممَ قد توصلت اليه بعد جهد جهيد حينما سمعت د(حسام موافي) أستاذ ورئيس قسم القلب والأوعية الدموية بالقصر العيني في حديث له أن هناك فرق في المعنى بين القلب والفؤاد.وحين يكون هُناك شئ مُبهم وجب علينا البحث في القران الكريم فهو خير دليل يُنير لنا نقاط جهل بعض الأمور التي تحار فيها العقول..
قال الله تعالي:”واصبح فؤاد أم موسى فرغًا إن كادت لتُبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين” وجاء تفسير الآية الكريمة أن فؤاد أم موسى خاليًا من كل شئٍ في الدنيا إلا همَّ موسى وذكره..
فلِذا نرى أن الله عز وجل حين وصف لهفة وقلق أم موسى ذكر الفؤاد..وجاء القران الكريم مُدللًا أيضًا في قوله تعالى:”إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا” فحين نتأمل تلك الآية الكريمة نجد أن الله جل وعلا قال:السمع ولم يقل الأذن،وقال البصر ولم يقل العين،وقال الفؤاد ولم يقل القلب..فنحن نعلم أن السمع وظيفة الأذن، والبصر وظيفة القلب..إذًا بالتبعية يكون وظيفة القلب هو الفؤاد..فإذا كان القلب مسؤولا عن ضخ الدم المُحمّل بالأكسجين والغذاء والهرمونات وغيرها مِمَ تحتاجه خلايا الجسم عبر شبكة من الأوعية الدموية التي يبلغ طولها مئة الف كيلو متر تقريبًا، وما يقارب مئة الف نبضة في اليوم الواحد..مِمَ يجعلنا نقف بعين التأمل والحيرة أمام هذا الجزء الصغير الذي لايتوقف عن العمل بإنتظام طيله حياة الإنسان بدون توقف حتى في وقت النوم والسكينة..
أمّا الفؤاد فبعد التأمل والبحث نجده مسؤولا عن مركز الإحساس والمشاعر..لذا نجد صميم البلاغة في قول الشعراء حين يتحدث عن العشق فنراه يخاطب الفؤاد.
مثلما قال الشاعر د(ابراهيم ناجي) يافؤادي لاتسل أين الهوى..وقال الأخطل :
إن الكلام لفي الفؤاد وإنّما
جعل اللسان على الفؤاد دليلا.
واتم المُتنبي بلاغة الوصف وقال:لعينيك مايُلقي الفؤاد وما لقى..
فسبحانك ربي جل عُلاك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا..فمهما تقدم العلم يقف عاجزًا حائرًا الى أن يأتيه القران بما يهدي اليه ضلته.
التعليقات مغلقة.