بين القوسين

بقلم رمضان عبد الحميد زيدان

(بين القوسين)

أقواس كتير متفتحه ومتقفله بعدد السنين
تجمع حاجات …تطرح حاجات
تتفاجأ إن العمر فات
بين يوم سعيد.. او يوم حزين
أطفالْ.. شبابْ ….شُيَّابْ
والدايره بتلف بحساب
عمَّاله تِكْبر ..واحنا لسه صغيرين
بعد اما تفتح قوس كبير
راح تتفتح في جوّه منه اقواس كتير
.
١-أول قوسين

(انت الجنين
مصدر ألم
حتى ألألم في الوقت دا
مصدر اساسي للمحبه والحنين
البذره راحت في الخلا واهي نبتت
والأرض دي ماكنتش بور
جرِّة قلم هيَّ البدايه الملهمه لكل السطور
واقف على باب الحياه
مستني دور
عمال بترفص بطنها تقولش مستعجل قوي
هيَّ الحقيقه كل يوم بيزيد ألمها بالقوي
كات طَيّبه تشبه لأرض النيل تمام
جوَّاها تِحفظ…. تِحتوي
تنشق يطلع لينا عود
برضو بتشبه للسما علشان تجيب لينا المطر
وعشان ما يلمع برقها
كانت بتتعب م الرعود)
.
٢-تاني قوسين

(العود ضعيف
والأرض بتحب التعب
مبسوطه بيه
ومجهزه كل اللعب
من قبل حتى ما تلتقيه
حتى الوجع كان شئ جميل بالنسبه ليها
لو كان مفيش اغلي من العين عندها
برضو انت أغلى من عنيها
مدت ايديها للسهر وبتحضنه
واللي انت عايزه بدون كلام
تلقاها هيَّ تخمِّنه
وفـ كل يوم عمَّال بتتمدد وتسرح
كل يوم تفرد ايديها وقلبها
قبل اما تزرع حبها …تلقاه بيطرح
تبقى انت دنيتها تلاقيها كل مطرح
تشرب عصير الصحه منها
تقول لقلبك بالهَنا
رغم انك انت مش هنا)

٣_تالت قوسين

(ومدونه كل اللي فات
وبشكل جدي
قبل اما تنطق حتى هات
كانت بتدي
اليوم بتحبي وبكره تتسنِّد عليها
وبعده تمشي
الريح مُريح وانت على بساطك طريح
وبدأت تعرف لـ عتماد ع النفس
وان اللي جاي يفرق كتير عن أمس
كل الامور بقا فيها لبس
كنك غريق
لكنها كانت بتاخدك من ايديك
بتعدي بيك اصعب طريق
والكون برغم الاتساع يبدأ يضيق
واتهزهز الورق اللي طارح في الغصون
حتي السكون مبقاش مريح
حتى شعاع الشمس لاجل مـَ ينصُبك قاسي وصريح
شكل الحياه بقا مختلف
بتلف بين الأبجديه حفظتها
وعرفت ايه معنى الهجا ومعنى المديح
لكن يا دوب لساك كهمزه ع الألف
منتاش فصيح)

٤-رابع قوسين

(ما بين وبين
الشبل يتحول أسد
عنده بدال الناب نابين
الضعف اهو اتبدد خلاص
والقوه حلَّت مطرحُه
والعود بقا بيعزف لوحده
ما حد غيره فـ مسرحُه
والدنيا على كيفه بقا
راح يعمل اللـ بيعجبه ويريحه
هوَّ اللي فاهم كل حاجه يغير الدنيا فـ ثواني
وهوَّ قاعد مطرحه
رايح بيتمرد على الارض اللى عاشت ربِّتُه
والزرع أول ما رفض اصبح بيرفض تُربِته
من حبسِته اتحرر خلاص مبقاش أسير
هوَّ الزعّامه والشهامه وهوَّ غير
إكسير نشاط هوَّ مثال الانضباط
الدنيا محبوبته وفاكرها حبِّته
معرفش ان الكون سياط
رايحه تقطَّع جتتُه)

٥-خامس قوسين

(عدَّتْ على العَد السنين
والتربه أهي جفّت ودبلت
رايحه تسيبك يا حزين فيها وتفلِت
وهينشف الورق اللي باقى ع الغصون
وهيترك العود اللي واقف يتفرك
مربوط في عقدة حبل عمال تتحبك
خدت الكتير آن الآوان ان انت تدي
تستسمح الباقي لـ جدورك فـَ أرضها
باللهْ ..يا ريت تتشعبي.. باللهْ… تِمِدِّي
كل اللي يوم بيقول يا جِد
هيجيله يوم يقولولوا جِدّي
راح يبقى تربة غيط جديد
راح يبقى ايد
تتمد للطرح الوليد
راح تبقى مخزن للألم والذكريات
راح تفتكر كل اللى فات
راح ترسم انك قال سعيد
لاجل امّا تسعد عود وطارح فيك خَضَار
راح تعرف ايه معنى المرار
راح تنتظر وح تنتظر
ما أصعبش منه الإنتظار
راح تنتهي والدنيا ماشيه عادي جداً
وأهو كل وقت وله أدان
بس اللي عايش فيه ييِدَن)

اقفل لنا القوس الأخير
واقفل لنا القوس الكبير
سير في حياتك معتدل
ولكل قوس يوم اتفتح
لابد يوم وهيتقفل