بين قوسين بقلم طه هيكل
بعثرة حروف
وقفة مع النفس
حروف عابرة
على جدار الأيام
لاتتخطى حدودا
ولا تتجاوز سدودا
مجرد كلمات جوفاء
فارغة المعنى
هشة المبنى
تلوح فكرة
تتلوها فكرة
تتبلور في الوجدان
فتتناثر حروفا
بلا تفكير ولا روية
كأنها الحماقة
طلقات متوالية
على أبجدية عجزت
عن اختراق
حاجز الخوف
ولاذت بالصمت
فلسفة سوفسطائية
جدلية
فهل هذا
مصير الكلمات
وعاقبة الحروف
والمعاني
أم هي بداية النهايات
أم تراها خرافات
سياسات بلغت
حد القهر
من قصاع كنا بها
فتناولونا بالتمزيق
حتى أصبحنا
فتاتا بين الأمم
لا نندرج تحت
مسمى
لاهدف لنا
صدقنا من يقول
غد بظهر الغيب
واليوم لي
اتسع الخرق
على الراتق
فبات الثوب مهلهلا
تربطه خيوط واهية
لا جدوى من ورائها
سوى مسمى
فقد كل مقومات
الغاية
التي وجد لأجلها
حتى حرمة الموت
انتهكنا خصوصياتها
ووزعنا صكوك الغفران
هذا في الجنة
وهؤلاء في الدرك
الأسفل من النار
والفرقة الناجية
كل الفرق تزعم
أنها هي
الناجية
لكن علمها عند الله
ولكن أكثر الناس
لايعقلون
خطوط متشابكة
داخل دائرة مغلقة
بغرفة مظلمة بعيدة
عن المنطق
نائية عن الحقيقة
تتبلور في مكنون
الخاطر
تسطع في الوجدان
ثم ما تلبث
أن تتوارى
مخلفة وراءها
ركاما من حروف
مبعثرة
لايجمعها معنى
ولا يحتويها هدف
التعليقات مغلقة.