موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

بين “كلاسيكية الشكل وحداثة المضمون” متى يتفوق الرسم بالكلمات على الفرشاة والألوان

386

بين “كلاسيكية الشكل وحداثة المضمون”
متى يتفوق الرسم بالكلمات على الفرشاة والألوان؟

بين “كلاسيكية الشكل وحداثة المضمون”
متى يتفوق الرسم بالكلمات على الفرشاة والألوان؟
نقد وتحليل قصيدة “حديث لوحة” للشاعرة د . ريهان القمري

نقد وتحليل أسامه نور


“حديثُ لوحة “
شعر د. ريهان القمري

إن اكتمالي في العيونِ مقدرٌ
لكنه فيه اكتمالُ مـواجــعي

سُلِبَ الربيعُ وذا الفؤادُ فقد ربا
فيه الصقيعُ وجفَّلتهُ أضــالعي

وتركتُهُ إِلفي وحيدا في الورى
جفَّفْتُ قلبي من أجيجِ مدامعي

أتراهُ حقا صار ذكرى وانتهى
ذاك المُتيم من هواه الضائعِ؟؟؟

ونسيتهُ و نسيتُ فيه شمائلي
وشفيتُ حقا من سقام مفاجعي؟؟

مازلتُ ليلًا قد أرى أنوارَه
بدرا تبختر في سماءِ مرابعي

يأتي وينزعُ بسمةً من دمعتي
يدنو بها نجعا أتى من بائعِ

مازلت سِرَّا من صدى أنشودةٍ
أبكي وتملاؤها الدموعُ صوامعي

مازلت قهرا أحتسيها غيرتي
كالـــعلقمِ المتحنظل ِالمتتــابعِ

لو راح ذا القلم الذي بيمينه
يشـــدو لغيري لحــظة بروائــعِ

لو دب لونٌ غير لوني مُفعِما
تلك الــدواة مُكــَفَّرا بشـــرائعي

“فينوسُ قلبِك” قصةً عنْوَنتَني
ورسمتني أسـطـــورةً بــتوابعِ

إن تدرِ أنَّك من تراهُ مليكها
لكفرتَ بالقلمِ الضعيفِ الخاضعِ إ

مازال وجهي ناقصا بعض الأنا
بل كلها يا وجهَ قلبي الدامعِ
٢٨-٦-٢٠١٩

النقد والتحليل :-


تطالعنا الشاعرة د. ريهان القمري بقصيدتها “حديث لوحة ” ..وللمبدع كل الحق في اختيار العنوان الذي يراه مناسبًا لمضمون إبداعه ، ولكن يجب أن يكون عالمًا بمدى أهمية العنوان ؛ لأنه مدخل لقراءة النص ، كما أن له دورًا كبيرًا في إثارة القارئ ،وتفاعله وحثه على قراءة النص
وقديما لم يهتم المبدعون كثيرًا بالعنوان ؛ لأنهم اهتموا بالمتن وبالموضوع أكثر .
ولكن مع تطور الإبداع ، وظهور الحداثة ، وما بعدها أصبح للعنوان أهمية كبيرة ، وخاصة بعدما
أعطى “جيرار چينت ” العنوان أهمية كبيرة ،
والسؤال هنا : هل يخدم العنوان” حديث لوحة” النص
إن العنوان بمتنه ومعناة يعبر عن لوحة ستتحدث عن نفسها وكأن هذه اللوحة إنسانٌ يعبر عما به ، وكأن اللوحة لم تكتفِ برسمها ،فأرادت أن تعبر عن نفسها بالكلمات شعرًا.
وهذا يجعلنا صوب مقارنة بين الرسم بالفرشاة وبين الرسم بالكلمات، وما صاعته اللوحة شعرًا
ليعبر أكثر من الرسم ..أو يعكس ما خفي من مشاعر وأحاسيس ولم يظهرها الرسم.
…وبكل هذه الأطروحات والتساؤلات نجح العنوان في تشويق وإثارة المتلقي ..وأن يدفعه للتخيل .


* *من حيث الشكل والموسيقى:-


النص عمودي من حيث الشكل ، فقد التزمت فيه الشاعرة بوحدة الوزن والقافية والروي .. فالموسيقى الخارجية الوزن على بحر الكامل التام “متفاعلن متفاعلن متفاعلن ” كما أن الروي “العين المكسورة ” توحي بالألم والتحسر والنظرة بعمق للذات وإخراج ما بها من مشاعر وآلام وانكسارات ؛فالعين هي مرآة الإنسان . وبذلك فقد وفقت الشاعرة في اختيار حرف الروي بحركته؛ لأنه يتناسب مع المضمون ومع الجو النفسي والشعوري ويعطي مزيدًا من الإيحاءات والدلالات .
والشاعرة لم تجعل نصها أسير الشكل ، بل أنها تطور في المضمون والمعنى ؛ فإن النص بمضمونه وصياغته ، فيه تجديد من حيث التراكيب اللغوية
والصور ، والبناء الداخلي للنص ، ففيه وحدة موضوعية ، والجنوح نحو الذاتية والعاطفة ،
وأنعكاساتها على الطبيعة والحياة ، ورسم الصور الكلية ، واستخدام الرمز والتشكيل الدرامي
واستخدام ابعاد الحركة ،والصوت ،واللون ،
كل هذا أعطى للنص حركة و تناغمًا وجعله يتماس مع الآخر.
**من حيث المضمون والصور والأخيلة .
كثيرًا ما عبَّر الشعراء عن الطبيعة ،وعن رسومات، ولوحات.ولكن هنا الفكرة جديدة لأن الشاعرة لا تعبر عن اللوحة ،بل اللوحة هي التي تتحدث عن نفسها ..
فتبعث اللوحة ، وصورة الحبيبة ، التساؤلات و وآلام الفراق، وتتوحد هي والحبيبة ،
لتقر بأنها مازالت تحبه ، وتعشقه حيث تقول :-
ما زلت ليلًا قد أرى أنوارهُ
بدرًا تبختر في سماء مرابعي
استخدمت الشاعرة الآساليب الخبرية التقريرية مثل إن اكتمالي في العيون مقدر
وكذلك الأساليب الإنشائية مثل الاستفهام في قولها:-
أتراه حقًا صار ذكرى وانتهى
ذاك المتيم في هواه الضائعِ؟
والاستفهام هنا يثير الذهن ، ويحرك المشاعر ويشرك المتلقي في الحدث والحالة ويجعله متجاوبًا معها..كذلك النداء في” ياوجه قلبي الدامع”..
**لكن الذي أسهم في إبراز هذه المشاعر والدراما الصور الجزئية والكلية في النص
ونراها جديدة تخدم الحالة النفسية والشعورية ،
مثل الصورة الكلية المركبة سُلب الربيع وذا فؤادي قد ربا
فيه الصقيع وجفلته أضالعي
وكذلك …في قولها ” بدرًا تبختر في سماء أضالعي ” والقلم الذي يشدووالصورة الرائعة التي
يمتزج فيها الرمز بالتصوير الكلي وتصور امتداد الحدث وآثاره ..في قولها :-
“فينوس قلبك” قصة عنونتني
ورسمتني أسطورة بتوابعي
ثم تجزم وتقر بحبها له وأنها لاتكتمل إلا به في ختام رائع يصور مدى الحب وتأثيرة
يؤججه التصوير ..في قولها،:-
ما زال وجهي ناقصًا بعض الأنا
بل كلها يا وجه قلبي الدامعِ
الصور بحركتها ، واستخدام الضوء في الليل عندما ترى أنواره بدرًا ، والصوت في يشدو لغيري
لحظة بروائع ،كذلك اللون في سلب الربيع ،والتعبير عن المعنوي بالحسي لبيان أثره في “ما زلت قهرًا احتسيها غيرتي
كالعلقم المتحنظل المتتابعِ
**كل ذلك جعلنا أمام نص ثري في فكرته ومضمونه ، يحافظ على الشكل من خلال الوزن والقافية والروي ، ولكنه حداثي من خلال الطرح ، والفكرة والمضمون والصور الكلية والتعبير عن الذات ، وإنعكاس ذلك على الواقع.
كماأن النص فيه إيجاز ووحده عضوية ، وصدق فني. ، وفيه حركة وتناغم صوتي يمنح
المتلقي المتعة ويجعله يتماس مع النص بما يحمله من مشاعر وعواطف ، وأفكار وصور . .
فيحقق بذلك النص الإمتاع والإبداع.


**لكن من وجهة نظري هناك بعض الملاحظات على النص.


**في قول الشاعرة. ” مازلت ليلًا قد أرى أنواره”
رغم صحة الأسلوب لغويًا …لكنه فنيًا لم يضف للنص ، أشعر فيه بثقل .
كماأن قد تفيد الشك في الأغلب .،
**كذلك في “كالعلقم المتحنظل المتتابع ” في رأيي كلمة المتحنظل لم تضف شيئًا.
لكن هذا لم يقلل من الاستمتاع بالنص ، وإبداعه ،والتجديد وجمال الصور والصياغة ..
فللشاعرة قدرتها الفنية العالية، وأمتلاك آليات القصيدة العمودية ، مع التجديد في المضمون
كذلك المزج بين العاطفة ،والفكرة .


**وهنا نعود إلى السؤال هل تفوق الرسم بالكلمات ؟!


إجابتي نعم فقد تفوق الرسم االكلمات ؛ لأنه جعل من الصورة ، جسدا حيًا تسري فيه الروح
لتعبر عن التأثير والتأثر ، عن حبها وعلاقة الحبيب بها ، عما تريده لاكتمالها . فقد تجاوزت الشاعرة حد التعبير عن اللوحة والصورة ، إلي البحث عن ماهيتها وكنهها ، وما ورائها.
تمنياتي بمزيد من الإمتاع والإبداع …


تحياتي : أسامة نور

التعليقات مغلقة.