بين لحظتين…
محمد عبد المعز
…………….
الْـعُــمْـرُ لَحظة، والْـموَتُ لَحظة، وبين اللحظتين، يَكْمُنُ سِـرُّ الحياةِ والنجاة، في الدارين، وبينهما…!
الْمُشكلة، أن كثيرينَ يبكون على الأطلال، مُـسْـتَـبْـعِدينَ تَـغَـيُّــر الأحوال، رغم أنَّ كلَ شيءٍ إلى زَوال، وأنَّ دوامَ الحالِ من الْـمُحال…!
وبينَ الأشياءِ والأشلاء، يَـحْكُـمُ قاضي السَّماء، تشاءُ يا عَـبْـدي وأشاء، ولا يكونُ إلا ما أشاء، فكُنْ لي كما أريد، أكُنْ لكَ كما تريد وأزيد.
“يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَاب”… غافر: 16- 17.
كلنا، أو مُعظمنا، يحفظُ هذه الآيات، أو على الأقل يسمعها، أو يقرأها، فهل تدبرّناها، هل عملنا لها وبها، هل طبقناها، بما يُرضي الله عنا في الدُّنيا، ويُسعِدنا في الدنيا والآخرة؟!
تأخذنا الدُّنيا، بزخرفها وزينتها، والمناصِب بنفوذها، والجاه بسلطانه، والمال بإغراءاته وإغواءاته، وتذهب بنا بعيداً، لنتسابق، ونتصارع، ونتنافس ونتحارب، ونتكالب ونتغالب…!
ولأن الْقِيَمَ، لا تبرزُ إلا بأضدادها، يأتي الفريقُ الواثِقُ بنصر الله، الآمِر بما أمَر، والناهي عما نهى، لا تغريه كل هذه التفاهات، لأنه ثابِتٌ على الحق، فأي الفريقين أحقُّ بالأمنِ إن كنتم مؤمنين؟!
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.