بُردة شويل “لا عاصمَ اليوم”
بقلم :عبدالخالق شويل
لاعاصمَ اليومَ من سهمٍ رُميتُ بهِ
إلا اِتكائي على التسبيحِ بالقلـــمِ
رِئمٌ على غِرةٍ مِن قوسِهِ انفلَتتْ
سِهامُ صَبٍّ فخِلتُ الأمرَ لـمِ يدُمِ
فتابعَ السهمَ تِلوَ السهمِ في رئةٍ
أصابها وابلٌ عمدًا اباحَ دمي
فذا بقلبي وذا يحتلُ أورِدتــي
وذا يقُدُّ وذا يحتــــَّــكُ بـــالأدَمِ
وذا يُفجرُ بالأحشاءِ ضوعَ نـُهى
وذا يُهدهِدُ أن لا نومَ فاستلمِ
مُذ انجرفتُ بإيثارٍ لهُ انهملت
عينُ التبتـُلِ في ثوبٍ مِن الحِكَمِ ..!!
بليلِ مكةَ لاح النجمُ ذات صفا
أودى بكـُلِ عُتـُلٍّ هامَ في صنمِ
أرقتُ حُبًا لهُ دمعَ اليراعِ وما
فرشتُ غيرَ أديمي عِند مُستـَلمِ..!!
قد هِئتُ نفسًا لحرفٍ فى أعِنتـــــهِ
أستمطرُ الشِعر قُربانًا من الديــَّــمِ
نذرتُ قلبًا متى جنَّ الهزيعُ هَمْى
اِتبعهُ إن شِئتَ أو دع عنكَ مُلتزَّمِي
في طيهِ حِكمةٌ خُذهـــا وإن ثقُلــــت
بالحمل ـ فاستفتِهِ ـ عن بُغيةٍ قلمي..؟
هذبتُ نفسي بمشذابٍ ولستُ أرى
إلا سبيلَ النــُهى سعيــًا إلى الشممِ..
فالنفسُ كالعودِ إن قومتَ بُرعـُمَــــهُ
ينصاعُ غضًا وإن أهملتَ لم يقُـــــم
ألجمتُها بلجامِ الخوفِ ما برِحـــــت
تنفكُ عن نهجِهــــا بالخيرِ تتسِــــــمِ
الحُرُ إن قالَ فعالٌ تداركَ مـــــــا
يقولُ ,أمَّن تولى عِند ذي صمـمِ..؟
عرجتُ صوبَ السَنا شِعرًا أُقبِّلهُ
توقــًا إلى اللهِ في نبضٍ بِلا قدمِ
أنعِم بهِ اللهُ في علياءِ عِزتهِ
لن يُدرِكَ الشأوَ مَن لم يدعُ للسَلــَمِ؟
لي في الحياةِ سِراجٌ أستضيئُّ بـــهِ
من لا يـــــراهُ عيــــانًا بالفؤادِ عـَــمِ
ومن تربى على عينِ الإلهِ لـــــفي
عينِ السماءِ وأيمُ اللهِ لــــم يُضَّــــمِ
إن تحفظـَ اللهَ في حِلٍّ وظاعنةٍ
يحفظكَ بالقفرِ أو في مسبـحِ البلــمِ
أن ياحِراءَ هنيئــــًا إذ رقيْتَ وفـى
مشاعلِ النورِ حيثُ اجتزتَ بالغسمِ
إقرأ كُفيتَ وأين الآن من قـــرأوا
عن إليَّةِ الشاةِ لم ننفكَ بالأُمـمِ..؟؟
مِن بعد خيريةٍ خْارت بشقوَّتِهــا
عجلٌ يطوفُ بعجـلٍ غير مُحتشـمِ..!!
إزاءَ ضعف أرى الأصنامَ نـَصـََّبَها
اِبليسُ وانكبَ هديًّا ألفُ مُستلـِمِ..!!
هوَت عرائِشُ قومٍ إذ همُو فسقوا
كتمــرةٍ في بنانِ فُسِّقت بفـــــمِ
عن السبيلِ تخلـَّى بائِسٌ أتــَرى
منجى لمُنتبــِـــذٍ أن زلَّ بالقـــدمِ..؟؟
أن ياحِراءَ الهُدى قد نِلت مكرُمةً
إذ مِن سنــَا نورهِ أولاكَ فابتسِـــمِ
محمدٌ في الدُنـــا كالبدرِ كمــَّلــَهُ
ربُ البرِيــَّةِ مُذ أن خــُطـَّ بــالقلـمِ
محمدٌ في الورى قد كانَ من أمـــدٍ
قبل الرسالةِ في ألواحِ ذي الكلِمِ
محمدٌ بعد ذِكرِ اللهِ ثنِ فمـــــا
مِن ذرةٍ قد برى إلا على نهــَمِ
حُبـــًّا لهُ فـُجِّرت رِقــًّا جلامِدةٌ
لولاهُ ما انبجست مِن قلبِها بِـــدمِ
من ذا يُطاوِلُ طـهَ بالتفرُدِ أو
بهالةِ النور هل للقاعِ بالشــممِ…؟
أتبلـُغُ الشمسَ أقزامٌ, وكيف لها
أعِنةُ الحرفِ تبيانــًا مِن القِـــدَمِ.؟
محمدٌ هازمُ الأحزابِ جاءَ بِها
محُجةً في سراجٍ بدَّدَ الظـُلمِ
محمــدٌ وقِفارُ الأرضِ قد شَهِدت
سلِ السِباعَ عن المختارِ والهُـــوَّمِ
سَلِ البراعِمَ بالأفنــانِ عنــهُ وسَل
مَن شذَّرَ الطيبَ إذ يُشتمُّ بالأكــمِ..؟؟
عنِ اليتيمِ تحــَرَّى كيفَ أرســَــلهُ
لمن طوتهُ يدُ الأوهامِ حيثُ عـَـميِ..؟؟
مَن أخرجَ الناسَ من ضيقِ النفوسِ إلى
أُفقِ النجاةِ بنبذِ الشــِــــــركِ واللمـمِ..؟؟
هذا كِتابٌ قضــَاهُ اللهُ مِن أزلٍ
أن لا شفاعةَ إلا بعد ذي عِظـَمِ..!!
إذ انفردتَ سجودًا قـُم فأنت لهـــا
اِشفع تــُشفــَّع ألا وازدد مِن العِظـَم..!!
عِطرُ الجِنانِ ألا قد فاحَ حيثُ هفا
روح ٌ مِن اللهِ عِند الحوضِ فابتسِمِ
رباهُ فامنـُن على مَن تاقَ مِن يدهِ
فقد ظمِّأتُ لِصافٍ باردٍ شبِِّمِ..!!
في قمةِ الطودِ نورًا آنـَستهُ رؤىًّ
فانكبَّ شوقــًا بديعٌ سيقَ للقدَمِ
بدا مع الذكرِ دهرًا إذ هُديتُ وما
هُديتُ إلا لشهدٍ لم يدعهُ فمي
غافٍ تعثــَّرَ أحقابًا فـَهَمَّ بهُ
نورٌ تلألأ إذ أحياهُ مِن عدمِ
بحقِ ذا النورِ ليلاً في تبتُلــــــهِ
أن تغفِرنَّ لعبدٍ لاذ وهو ظمي
حُبي إليهِ دعاني أن أُدغدِغُ في
مِدادِ قلبٍ هفا شِعرًا مع النِسَمِ ..؟
نورٌ مِن اللهِ أحيا أُمةٌَ وطِأت
عرشَ النـُهى بكتابٍ خالدِ الكلِم
ذابَ الفؤادُ صلاةً في معيتها
تنفــَّسَ القلبُ إذ قد هب من وخـمِ
زِد فالعنادلُ بين الأيكِ في رهفٍ
صَلــَّت مع الدوحِ اِكبارًا ولم تنــَمِ
هو البليغُ إذا ما قال أحكـَــمُ مَن
يقولُ فالحقُ قد اولاهُ بالحِكـَـــمِ..؟
من حنَّ جذعٍ لهُ فيما يُكذَّبُ هــــل
من يبــــكهِ الجــــذعُ بالتـــأويلِ يُتهـمِ..؟
ما احتالَ بالشعرِ إذ يعـَـلـَم بواطنهُ
أو عتــَّقَ الدِنِّ في قرضٍ ,ولــــم يحُــمِ
وشيمةُ الصدقِ في الأعرابِ لم نرها
مع الأمانـــــــةِ إلا عِنــــد مُحتشــــمِ..!!
إستنطِقِ الضبَ ثـُم َ اشهِد بمُعجــزةٍ
في منطــــقِ الضبِ إذعانــــًا لمُتَهـــِّمِ..؟؟
من فـُجِّرَ الماءَ شهدًا بين أنمُلهِ
هوَ الأحقُ بأن يؤتــــمَّ فافتهــِــمِ
ومن تأزرَ أثوابَ الحياءِ على
وجهِ الحياءِ تربى في عيونِ سـَمي
توقــًا أذوبُ وبي ما ليسَ يعلمهُ
إلا مَن اِنشقَّ عنهُ القبرُ فاستهــِّمِ
رِقــًا ألا قف حياءً عند سيرتــهِ
مطأطئِّ الهامَ في حِلٍّ وبالحرَمِ
اِتبَعْ سبيلَ نجاةٍ حيثُ كـُنتَ متى
علِمتَ فالزمَ زِمامَ الأمرِ واستقِــمِ..!!
لولاهُ ما شعَّ نورٌ مِن عـُلاهُ ولا
رُمت السنــَا مِلءَ قلبٍ غاصَ باللممِ
لولاهُ ما خِلتَ إلا الموتَ في حِقبٍ
يجري بِها الموتُ مِثل المُـزبدِ العُـرِمِ
لولاهُ ما اهتــزَّ جذعٌ بالسلامِ وفي
عنـَـتٍ يسودُ ذواتُ النــابِ بالأجــــَمِ
فاشهد بأنَ الذي قد جاءَ كانَ لنـــا
مثل السِراجِ بليلٍ حالكِ الظــُلمِ
ذُد عن حِماهُ بما أولاكَ حيثُ كمـــَا
للسيفِ وقعٌ فصوتُ الرعدِ بالكلِـــمِ
أحيــا بهِ اللهُ موتى , لــُذ بهِ سترى
سنا لِبرقِ رسولِ اللهِ في الدُهُـــــــمِ
علِق فـُؤادكَ في طوقِ النجاةِ إذا
علِقتَ بالنورِ تبدو بين ذي سلــَمِ
لم يأتِ بالسيفِ كـَلا ,جاءَ يرفلُ في
ثوبِ السماحةِ لم يأذن بسفكِ دمِ
مِسكٌ تشــَّذرَ عِند البيتِ يبلـُغُ مـــا
بلــَغت ذُكاءُ , ولو لم يأتِ لم تدُمِ
لو لم يكـُن هو أحرى بالسلامِ فــلا
سِلمــًا مع النفسِ في أرجاءِ مُدلهـــمِ
فمن سوى الحقِ في داجٍ علِقتَ بـهِ
مِشكاةُ ربِكَ خيرُ الخلقِ كـُلهمِ
ياقلبُ صَلِّ إذا حفتــكَّ ريحُ صبـّـا
عليهِ واستوفِ حظـًا بين ذي رحمِ
اِجعل لِسانكَ رطبــًا بالصلاةِ على
طــَهَ ألا والتمس فحواهُ لم تـُضَـــمِ
إن حز أمرٌ فقــُم واضرَع إليهِ ترى
جُندًا مِن الغيبِ صوبَ الأمرِ تستهِّمِ
قُل لي بربِكَ يا ذا أنت تتبَعُ مَن
وبينَ جنبيكَ بُغضِ الداكنِ القتـــِمِ..؟
لو أدركَ القلبُ حُبــًا ظلتَ في شغفٍ
كيما تراهُ يفوقُ الوصفَ عن أممِ
فالمؤمنُ الحقُ لايرضى سواهُ وأن
يكونَ أغلى مِن الأهلينَ والرحـــمِ
فزِد عليهِ صلاةً يُستطــَّبُ بِهــــا
إذ لا شِفاءَ سِوى بالذِكرِ فاستدمِ
حولَ الصلاةِ حديثٌ جاءَ إذ وُزِّنت
بالأجرِ عشـــرٌ وأضعـافٍ لمن يدُمِ
فلا وربِكَ إن ضاقت فليس لهـــــا
إلا الصلاةَ فردد غيــــــــرَ مُستئِــمِ
وسوفَ تُكفى بِها عمّا يسؤكَ ولن
ترى سِوى باذخٍ في الأمرِ مُستـَتِــمِ
صلى الروىُّ وصلى كُلَّ مُرتجلٍ
من اليـــــــراعِ بنثــــرٍ أو بمنتظِـــمِ
والقلبِ والعقلِ في ساح الهوى أخذا
يُصلِيـــــا في بيــَانٍ ســـالَ كالديَّــــم
هيا نُصلي جميعًا فالصلاةُ لهــــــــا
وقعُ الجلاءِ لِمـّـا فى القلبِ من غُمـمِ
أو فاحسدوا الطيرَ فالتغريدُ مُقترِنٌ
مع الصلاةِ علـى الأفنـــانِ بالنغــــمِ
إني لأعلمُ أن لاغولَ فــى كَلِمـــي
وسوفَ أُسألُ فـــي كلا وعن نَعَّــــمِ
وكلِّ سطرٍ سقى مِن ديمةٍ هطــَلت
ذُخرًا هُناكَ ومِثلــي قيـــــدُ مُستَلَـمي
إذ جِئتُ أدعو بحُبٍ سرسبتهُ رؤىً
فضلُ السماءِ على القيعانِ فاحتشِــمِ
ما جِئتُ إلا وذي الأنوارِ في كنــَفٍ
تنسابُ مِن نقشِ كـَفِ لاحَ بالعنـــــَمِ
تمخضَ الحرفُ عما قد دُفِعتُ لهُ
ما نِلتُ إثمًـــــا بوحيٍّ ثــرَّ بالقلـــمِ
للغيبِ شأنٌ بدا لولاهُ ما انهملــَّت
مِن غادياتِ سماءِ القلبِ عينُ عــَمِ
فـَكلَّ حرفٍ بِهـــــا ينهلُ في شرفٍ
من دِيمةٍ أمطرت سحًا من القيـــَّــمِ
فذي العروسِ التي قد سُقتُ نِحلتها
بكرًا ترومُ العُلا , عـــذراءَ بالخَتِـــمِ
قبلَ اِستمالةِ خــودٍ جِئنَّ في هِبــــةٍ
من السمــــاءِ لتغدو من ذوي رحِـمِ
فذاكمُ العِشــــقُ أنىَّ شاء يدفَعُــــــني
دفع المشوقِ إلى الأحبـابِ مُرتغِـــمِ
مِن نفحةٍ للـــــذي تنصــــاهُ أفئّـــــَدةٌ
بالحاءِ رُمتُ العُلا والبـاءِ مُختتِــــمي
رباهُ فاقبل بحقِ المُصطفى وكفى
والحمدُ للـهِ , حمـدًا, إثرَ مُستــِــدمِ
اِرزُق عُبيدكَّ في أخـــــراهُ مغفِرةً
وأختِم بخيــــرٍ لهُ وأصفح عن اللـــــــــممِ
……………………………………………….
من ديوان
نجوم حول السِراج
التعليقات مغلقة.