بُستان الأخلاق… بقلم أبوشمس سالم
بُستان الأخلاق .. بقلم أبوشمس سالم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
“وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
فلنذهب سويًا لنتجوّل في بُستان الأخلاق لنعبق من عبير الزهور التي تجّمعت وتجّملت لتبني صرحًا عتيدًا يُسمى الأخلاق..ومع أول زهرة نقطفها من البستانِ ألا وهو التسامح :فهو زهرة يفوح منها عبيرًا لتسمو به الأرواح وترتفع قدرًا عند الخالق..فالتسامح هو التساهل والتهاون في رد الأذى مع المقدره،واللين في التعامل مع الآخرين،والحلم عن المُسئ والصفح عنه..فقال الله في كتابه العزيز”وليعلموا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ” فمن الجدير بالذكر أن التسامح له رفيق يتبع أثره دائمًا،فإذا حضر التسامح أتت له السعادة لتؤنس طيبته وعفوه..فيقول الشاعر( أحمد شوقي )عن التسامح.
تسامحُ النفس معنىً من مرؤتها
بل المرؤة في أسمى معانيها
تخلق الصفح تسعد في الحياة به
فالنفس تُسعدها خلقٌ وتشفيها.
فما أجمل بستان الأخلاق مِمَ يحتويه من زهور؛فيجاور التسامح زهرة يانعه يفيض منها الجمال مُشرقًا ألا وهي زهرة العطاء
فإذا سكن العطاء قلبًا جعله مُنيرًا مشع بالأخاء والرحمة..فيحّدثنا العطاء قائلاً أن له وريثًا شرعيًا وهو الكرم، فما إن جاء إلا وآتى معه حب الله سبحانه وتعالى.وتنال البركة في مالك وأهلك. كما أن الكرم صفة تطيب النفس لها وتجعل الأنسان يشعر بالطمأنينة والراحة دائمًا..فلا تخلو حياة المسلم من العطاءِ والكرم. ونتقتدي بذلك من حياة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عندما جاء له رجل مُشرك فأكرمه الرسول وأعطاه غنم وعندما عاد الى قومه دعاهم للإسلام قائلاً “إسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لايخشى فاقه” فالعطاء ليس مُقتصرًا على المال فقط.بل أن تُقدم مايساعد في قضاء حاجة الآخرين ،وتنفس كروبهم..فلا يسكن العطاء قلبًا إلا وكانت معه القناعه.وهذا يجعلنا نقطف زهرة أخرى من بستان زهور الأخلاق ألا وهي القناعة..
حيث أن القناعة كما يصفونها دائمًا بأنها كنزٌ ثمين لايتبدل..
حينما تأتي القناعة في شخصية فرد تجعله غنيًا بالتعفف والترّفع، كما أنها تغمر القلب وتعطيه الإستقرار حتى ينعكس ذلك على الروح والجوارح.فيرى الإنسان نفسه دائمًا في حالة رضا بما قسمه الله له من رزق ووظيفة وابناء وزوجة وغير ذلك.حيث أن القناعة هي السلاح الفتّاك الذي يُنجيك من الوقوع في بئر الغيرة والحسد ولعياذ بالله.كما أنها سببٌ في سعادة القلب وراحته
وما إن سكنت القناعة قلبًا إلا وجاء لها التواضع خاشعًا مُلبيا..
التعليقات مغلقة.