تأثير الهالة
سامى حنا
ذات مساء وقبل زمن الكورونا ، دخل أبو صبحي مطعماً فخماً في الأسكندرية ، ولابس بدلة أخر شياكة و جزمة “بيرولتي” فرنسية لميع تمنها لا يقل عن 1800 يورو وفي يده سيجار هفان فاخر ، فانتفض العاملون عند رؤيته وقاموا جميعاً الشيف والجرسونات والكاشير بالتودد إليه وتلبية كافة طلباته ، وطلب مشروبات فخمة جداً وأطعمة شهية جداً ، ودفع الحساب وفوقه بقشيش محترم لكل من قام بخدمته في تلك الليلة .
و مر أسبوع ، وذهب أبو صبحي إلى نفس المطعم ولكنه هذه المرة كان لابس جزمة كاوتش من باتا ثمنها لا يزيد عن 30 جنيه مصري وقميص مكرمش ومش حالق دقنة وشعره منعكش وحاطط سيجارة بلمونت رخيصة قاربت على الانتهاء في جانب فمه و عندما دخل ، نظر اليه نفس الاشخاص بكل احتقار ، وحاولوا تطفيشه ، وفاكرينه شحات ، لكنه جلس وطلب اطباق غالية ، ومشروبات أغلى ، فقال له الجرسون انهم معندهمش هذا النوع من الطعام والمشروبات ( مع انه عندهم جوه ) ، علشان خايفين احسن ياكل ومايدفعش ، وعقاباً لهم أصر على إحضار ما طلبه ، ولم يدفع سوى الفاتورة المدونة بالقرش ولم يترك لهم مليماً واحداً وأصر على باقي الحساب رغم أنه كان مبلغاً بسيطاً ، و طلب أن يقدم فيهم شكوى رسمية لصاحب المطعم ، وعندما جاء له المدير وصاحب المطعم وافصح لهم عن حقيقته وحكى لهم أنه جاء الاسبوع الماضي وكانت هيئته مختلفة وانه ملتي مليونير ورأس مالي كبير فتذكروه واعتذروا له اعتذرات قوية ، لكنه قال لهم أنه لن يأتي إلى هذا المطعم مرة أخرى وعلمهم درساً مهماً في الحياة
التعليقات مغلقة.